شاعرا أكثر من مدائح النبى صلى الله عليه وسلم أشعر منه، وشعره طبقة عليا. . يدخل شعره فى ثمان مجلدات وكله جيد» ويقول القطب اليونينى وابن تغرى بردى: إن مدائحه فى النبى صلى الله عليه وسلم تقارب عشرين مجلدا. ولا يزال الديوان غير منشور وفى دار الكتب المصرية مخطوطة منه.
ويذكر الصفدى أن بين مدائحه النبوية قصيدة التزم فى كل حرف منها ظاء وثانية التزم فى كل حرف منها ضادا وثالثة التزم فى كل حرف منها زايا، وبالمثل بقية الحروف الصعبة، وقصيدة كل بيت منها يشتمل على حروف المعجم أو بعبارة أخرى الحروف الهجائية يقول الصفدى: وهذا دليل القدرة والاطلاع والتمكن.
والصرصرى فى المدائح النبوية يعرض السيرة النبوية العطرة مع بيان معجزات الرسول عليه السلام وانتصاراته على أعدائه ويشيد بصحابته وخدماتهم للإسلام وفى مقدمتهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلى، وينوّه بزوجاته أمهات المؤمنين وفى مقدمتهم السيدة خديجة والسيدة عائشة والسيدة حفصة. وهو يتراءى فى نبوياته سنّيا حنبليا حتى ليعرض فى بعضها لمديح ابن حنبل وأتباعه، ويروى له ابن تغرى بردى أبياتا من همزية نبوية يقول فيها:
يا هلال السرور يا قمر الأن ... س ونجم الهدى وشمس البهاء
يا ربيع القلوب يا قرّة العي ... ن وباب الإحسان والنّعماء
وهو يصدر فى القصيدة عن محبة للرسول عليه السلام شغفت قلبه، حتى ليراه كل جمال فى الوجود فهو الهلال والقمر والنجم والشمس والربيع وقرة العيون ومسرة النفوس وباب الإحسان والعطاء وكل نعماء، ويروى له الصفدى قطعة طويلة من مدحة خائية يقول فى تضاعيفها:
يا خاتم الرّسل الكرام وفاتح ال ... خيرات يا متواضعا شمّاخا
يا من رست وسمت قواعد دينه ... وبه هوى أسّ الضلال وساخا
يا خير من شدّ الرّحال لقصده ... حادى المطىّ وفى هواه أناخا
عطفا على عبد تعلّق حبّكم ... طفلا وفى صدق المحبّة شاخا
وهو يكثر من المناجاة للرسول عليه السلام مستعطفا ومتشفعا به، ويبدو من القطعة الطويلة من أشعاره التى رواها القطب اليونينى أنه كان يصدر أحيانا عن نظرية الحقيقة المحمدية المعروفة، إذ ذهب إلى أزلية وجود الرسول وأنه مبدأ الوجود ومركزه. وليس فى يدنا الديوان لنحكم على الصرصرى حكما دقيقا فى هذا الجانب غير أن هناك بعض إشعاعات من الفكرة نلتقى بها عند اليونينى مثل قول الصّرصرى عن الرسول: