بالآمال، وقد ضيّق عليه الخناق. وكثيرا ما يشكو همه وبؤسه وتعاسته حتى ليقول:
العنكبوت بنت بيتا على وهن ... تأوى إليه ومالى مثله وطن
والخنفساء لها من جنسها سكن ... وليس لى مثلها إلف ولا سكن
فليس له بيت حتى ولا بيت واه كبيت العنكبوت، بيت يجعله يشعر أن له وطنا يأوى إليه، فهو شريد، وحتى الخنفساء لها سكن ولها إلف، وهو لا إلف له ولا سكن. وهذه الأبيات وما يماثلها كان يتخذها وسيلة لترقّ له القلوب وتمدّ إليه الأيدى بالعطاء. وشعره كشعر أمثاله من هذه الطائفة يخلو من التنميق والمحسنات البديعية، إذ هو شعر الطبيعة والفطرة ولذلك لا يلقانا فيه أى حلية أو زينة. وقد توفى سنة ٣٨٥. وفى رأيى أن شعر الكدية والشحاذة الأدبية هبط بعد زمنه، إذ شغلت مكانه المقامات عند بديع الزمان والحريرى.