للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأصول والتفسير. ومنهم السرخسى (١) محمد بن أحمد المتوفى سنة ٤٩٠ وكان إماما علامة متكلما مناظرا أصوليا مجتهدا وله كتاب المبسوط فى أحد عشر مجلدا، وهو أشبه بدائرة معارف فى الفقه الحنفى، ومنهم برهان (٢) الدين أبو الحسن الفرغانىّ المتوفى سنة ٥٩٣ وله كتاب الهداية شرح البداية فى مجلدين وهو من أمهات كتب الفقه الحنفى، وعليه حواش عدة. ومنهم العميدى (٣) السّمرقندى أبو حامد محمد المتوفى سنة ٦١٥ كان إماما فى فن الخلاف، ويقول ابن خلكان له فيه طريقة مشهورة بأيدى الفقهاء، ومن مصنفاته الإرشاد، واعتنى بشرحه كثير من أرباب هذا الشأن. ومنهم حافظ الدين النسفى المذكور بين المفسرين والذى مر ذكره بين فقهاء الأحناف فى قسم العراق وقد ذكرنا هناك كتابه المشهور الذى يتداوله علماء المذهب الحنفى والذى سماه كنز الدقائق، وله طبعات كثيرة فى الهند ومصر، وعنى به كثيرون فشرحوه، ويكثر الشرّاح للكتب فى القرون التالية. ولابد أن نلاحظ أن كثيرين ممن مروا بنا فى علوم الأوائل وعلوم النحو والتفسير والبلاغة كانوا أحنافا ولهم مشاركة فى تأليف مصنفات الفقه الحنفى مثل الزمخشرى وناصر المطرزى ونصير الدين الطوسى.

وكان للشيعة بإيران فقهاؤهم، ونذكر للزيدية منهم الإمام الهارونى (٤) أحمد بن الحسين البطحانى المتوفى سنة ٤١١ وكان إماما للزيدية بجيلان وبلاد الديلم. وقد أخذ المذهب الزيدى فى التضاؤل أمام المذهب الإمامى الاثنى عشرى حتى انحسر عن إيران، وتبعه المذهب الإسماعيلى، وخاصة بعد القضاء على فرقة الحشاشين الإسماعيلية فى منتصف القرن السابع الهجرى قضاء نهائيا، على أننا نلاحظ أن فقهاء المذهب الإسماعيلى كانوا يتركون-فى عهد الدولة الفاطمية-موطنهم فى إيران وينزلون القاهرة وتذيع منها مؤلفاتهم فهم أولى بأن ينسبوا إلى موطنهم الجديد، على نحو ما صنع حميد الدين الكرمانى المتوفى سنة ٤٠٨ والمؤيد فى الدين هبة الله الشيرازى المتوفى حوالى سنة ٤٧٠. أما المذهب الإمامى فهو الذى كتب له أن يذيع وينتشر فى إيران، حتى إذا كانت الدولة الصفوية جعلته المذهب الرسمى للدولة، ومن فقهائه المبكرين الذين عملوا على تأسيسه فى إيران أبو جعفر القمى المتوفى سنة ٢٩٠ والكلينى الرازى المتوفى سنة ٣٢٨ قبل هذا العصر بقليل ولكتابه الكافى


(١) راجع فى السرخسى الجواهر المضية والفوائد البهية ص ١٥٨ وابن قطلوبغا رقم ١٥٧
(٢) انظر فى الفرغانى الفوائد البهية ص ٤١ والجواهر المضية ١/ ٣٨٣ وابن قطلوبغا ص ٤٢ وبروكلمان ٦/ ٣٠٩
(٣) راجع ترجمة العميدى فى الفوائد البهية والجواهر المضية ٢/ ١٢٨ وتاج التراجم ٥٨ وابن خلكان ٤/ ٢٥٧ والوافى ١/ ٢٨٠ والشذرات ٥/ ٦٤
(٤) انظره فى بروكلمان (ترجمة الدكتور عبد الحليم النجار) ٣/ ٣٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>