واهتم الأطباء بصنع كتب تحمل تراجمهم، وشاركت الشام فى هذا العمل عن طريق ابن أبى أصيبعة الذى مر ذكره بين الأطباء فألف كتابه «طبقات الأطباء» استقصاهم حتى زمن وفاته، وهو أوسع كتب الأطباء تفصيلا لحياتهم وأعمالهم. وتعنى الشام بكتب الرجال من رواة الحديث، ويصنف عبد الغنى الجمّاعيلى-كما مر بنا-كتاب «الكمال فى معرفة أسماء الرجال» عن رواة الحديث النبوى فى كتب الصحاح الستة. وأضاف إليه المزى المار ذكره بين المحدثين تكملات وتصحيحات بعنوان تهذيب الكمال فى اثنى عشر مجلدا، وللنووى كتاب فى رجال صحيحى البخارى ومسلم باسم رياض الصالحين فى ذكر رجال الصحيحين. وعنى الذهبى باختصار هذا التهذيب وإحسان ترتيبه وإضافة زيادات إليه، وسمى كتابه «تذهيب تهذيب الكمال» فى خمسة مجلدات. وللذهبى كتاب المشتبه فى الأسماء والأنساب خصه بتراجم الأسماء المتشابهة فى رواة الحديث وغيره. وللذهبى أيضا ميزان الاعتدال فى نقد الرجال أى رواة الحديث النبوى رتبه على حروف المعجم وهو مطبوع فى ثلاثة مجلدات، .
وللذهبى كتابان فى حفاظ الحديث النبوى وعلمائه: كبير هو تذكرة الحفاظ فى أربعة مجلدات ومختصر منها هو طبقات الحفاظ. واختصر السيوطى الأخير مع تكملات وأبقى لصنيعه الاسم، والكتب الثلاثة مطبوعة. وللذهبى كتاب فى طبقات القراء لم يكتب له الذيوع إنما كتب لغاية النهاية فى طبقات القراء لابن الجزرى المذكور بين القراء المتوفى سنة ٨٣٣، وكتابه يتردد فى الهوامش باسم طبقات القراء. ووضعت للقضاة كتب مختلفة من أهمها قضاة دمشق لابن طولون المذكور بين الجغرافيين المتوفى سنة ٩٥٣ وهو مطبوع. وللفقهاء كتب كثيرة فى رجالهم وطبقاتهم، وقد صنّف كثير من الكتب عنهم على اختلاف مذاهبهم، فللأحناف كتبهم وكذلك للشافعية والحنابلة، أما المالكية فلم يصادفنى كتاب شامى عن فقهائهم، ولعل فى هذا ما يدل على أنهم ظلوا فى الشام قليلين. وكثر التأليف فى الحنفية بأخرة من العصر، فلابن طولون السابق ذكره كتاب الغرف العلية فى متأخرى الحنفية».
وللحنفية كتب فى طبقاتهم كانت متداولة ومشهورة مثل الجواهر المضيّة فى طبقات الحنفية لعبد القادر بن أبى الوفا وتاج التراجم لابن قطلوبغا. وكان التأليف كثيرا فى طبقات الشافعية،