للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السعيد الجامع لأسماء نجباء الصعيد. وكان يعاصره المفضل بن أبى الفضائل القبطى وله ذيل على تاريخ المكين بن العميد باسم «النهج السديد والدر الفريد فيما يعد تاريخ ابن العميد» ويشمل تاريخ سلاطين المماليك من الظاهر بيبرس إلى الناصر بن قلاوون وتاريخ بطاركة الإسكندرية والمسلمين فى اليمن والهند وتاريخ التتار، نشر منه القسم الخاص بسلاطين (١) المماليك. ونلتقى بالحافظ مغلطاى المار ذكره بين المحدثين، وله سيرة نبوية باسم «الزهر الباسم فى سيرة أبى القاسم» ومنها مخطوطة فى دار الكتب المصرية.

ويلقانا بهاء الدين السبكى الذى ذكرناه بين فقهاء الشافعية، وله كتابه النفيس «طبقات الشافعية». ونراه يصل التاريخ بالمجتمع فى كتابه «معيد النعم» وهو يلتقى بكتاب الجمهورية لأفلاطون وكتاب آراء أهل المدينة الفاضلة للفارابى، والكتابان إنما يعرضان للحياة السياسية والاجتماعية فى المدينة عرضا مثاليا، والسبكى يتجه فى «معيد النعم» نفس الوجهة فى المجتمع المصرى، فيصور المثالية، ولا يكتفى بذلك، بل يعمد إلى تصوير الواقع مقابلا بينه وبين المثال، ولكى يصل إلى ذلك استعرض عناصر المجتمع، وهى تبلغ عنده مائة واثنى عشر عنصرا: من السلطان ونوابه وموظفى الدولة وقواد الجيش والقائمين على الضرائب والأسواق والقضاة والعلماء والوعاظ والصوفية وخزنة الكتب ومعلمى الكتاتيب والوراقين وأصحاب الصيد والزراعة والصناعة والتجارة وأصحاب الحرف المختلفة، وحتى البوابين والقائمين على إصطبلات الخيول والشحاذين. كل هؤلاء يستعرض حياتهم بواقعها وما ينبغى أن تكون عليه من صورة مثالية.

وبذلك رسم المجتمع المصرى بكل معايبه وما ينبغى أن يكون عليه من هيئة فاضلة.

ويلقانا فى مطالع القرن التاسع ابن (٢) الفرات ناصر الدين محمد بن عبد الرحيم المتوفى سنة ٨٠٧ وله كتاب «تاريخ الدول والملوك» بلغ فيه نهاية سنة ٨٠٣ وكان فى عشرين مجلدا. وكان يعاصره ابن دقماق (٣) صارم الدين إبراهيم بن محمد المذكور بين الجغرافيين والمتوفى سنة ٨٠٩ وله كتاب الانتصار لواسطات عقد الأمصار، خص كل جزء منه بمدينة، وقد نشر فولرز منه الجزءين الخاصين بالقاهرة والإسكندرية، وله كتاب فى تراجم الصوفية، وله فى تاريخ مصر كتاب نزهة الأنام فى اثنى عشر مجلدا وتاريخ لحكام مصر حتى سنة ٨٠٥ صنفه للسلطان برقوق وله فيه سيرة


(١) بروكلمان ٦/ ١٤٦.
(٢) انظر ابن الفرات فى السيوطى ١/ ٥٥٦ والضوء اللامع ٨/ ٥١.
(٣) انظر ابن دقماق فى السيوطى ١/ ٥٥٦ والشذرات ٧/ ٨٠ والضوء اللامع ١/ ١٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>