للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قصيدة زين الدين عبد الرحمن بن الخرّاط أحد كتاب الدّست، وفيها يقول (١):

بشراك يا ملك المليك الأشرف ... بفتوح قبرس بالحسام المشرفى (٢)

فتح تفتّحت السموات العلا ... من أجله بالنّصر واللّطف الحفى

ولا نعود نسمع عن انتصارات حربية مجيدة أيام المماليك، ويصبح المديح مديح مناسبات للسلاطين فى توليهم مقاليد الأمور وفى الأعياد.

ويظلّ مصر عهد العثمانيين وفيه يقدم الشعراء مدائحهم للولاة ونوابهم وكبار الموظفين فى زمنهم ويكتظ تاريخ الجبرتى وغيره بأشعارهم على نحو ما يلقانا فى مديح الوالى العثمانى رضوان كتخدا المتوفى سنة ١١٦٨ وكان قد بنى لنفسه عدة قصور وعاش للهو، وقصدته الشعراء ومدحوه بالقصائد والأراجيز والموشحات والمقامات وأعطاهم الجوائز السنية. واتخذ له جلساء وندماء منهم عبد الله الإدكاوى، وقد صنف فى مدائحه كتابا سماه «الفوائح الجنانية فى المدائح الرضوانية» ومن كبار مداحه مصطفى اللقيمى الدمياطى، وله مقامة طويلة ضمنها أشعارا كثيرة فى مديحه، وله فيه مزدوجة فريدة، يقول فيها (٣):

مليك سعد قد سما فى عصره ... مؤيّد معظّم فى مصره

معزّز كيوسف فى قصره ... عليه منشور لواء نصره

ومن مداح رضوان قاسم (٤) بن عطاء الله، وله فيه مزدوجة بديعة ومدائح كثيرة، وله أيضا فيه توشيح عارض به الموشح المشهور للسان الدين الخطيب، وفيه يقول:

كفّه الغيث على الناس هما ... فأعاد الخصب بعد اليبس

أصبح الدهر به مبتسما ... وهو فى فيه محلّ اللّعس

ويكثر مدح الشعراء لعلماء الأزهر الأجلاء، ويلقانا ابن الصلاحى (٥) السيوطى كلفا بأستاذه الشمس الحفنى، وله فيه مدائح كثيرة على شاكلة قوله:


(١) النجوم الزاهرة ١٤/ ٢٩٦.
(٢) المشرفى: نسبة إلى مشارف الشام أو اليمن، والسيوف المشرفية: سيوف حادة قاطعة.
(٣) الجبرتى ١/ ٢٣٢.
(٤) الجبرتى ١/ ١٩٣ وما بعدها وانظر ترجمة قاسم فى ٢/ ١٨٤.
(٥) الجبرتى ١/ ٢٦٥ وما بعدها

<<  <  ج: ص:  >  >>