للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإن لمعت صوارمه بأرض ... تسارعت العصاة إلى القبور

وإن حادثته فى العلم تلقى ... بحورا موجها درّ النّحور

وإن ساومته شعرا فحدّث ... عن ابن أبى ربيعة أو جرير

وإن تسمع تلاوته تجده ... حكى داود يلهج بالزّبور

أدام الله دولته بمصر ... ومتّعنا به دهر الدهور

وأنقذنا به من كلّ كرب ... وكفّ بعزمه أهل الفجور

ونسيج القصيدة جيد، والشبراوى يمدح الكبورى بقضائه على أهل الفجور وإشاعته للعدل الذى لا تصلح حياة الأمة بدونه، وينوّه بعلمه وحسن تلاوته للذكر الحكيم كما ينوه بشعره ونثره.

وقد مضى فى القصيدة يمدحه ببلاغته وتفوقه على نوابغ الشعراء من أمثال ابن هانى الأندلسى ونوابغ الكتّاب من أمثال الحريرى. وكثرت منذ زمن المماليك تقاريظ الكتب والمصنفات الأدبية والبلاغية، وللشبراوى من تقريظ لبديعية وشرحها لعلى بن تاج الدين:

أذاك ثغر تبسّم ... أم ذاك لطف تجسّم

أم روضة قد تغنّى ... شحرورها وترنّم

أم الصّبا حين هبّت ... أزالت الهمّ والغمّ

قد كنت أعتب دهرى ... وأحسب الدهر أعقم

حتى رأيت عجيبا ... من فضلك الباهر الجم

فكلّ لفظك لطف ... وكلّ معناك محكم

والتقريظ طويل إذ تحوّل به الشبراوى إلى مدحة يشيد فيها بعلم على بن تاج الدين وحفظه وفهمه كما يشيد بنثره وشعره وذكائه وبراعته. وكان من عادة الشعراء حين يتولى أمير أو يتوفّى هو أو بعض العلماء أو الأدباء أن ينظموا أبياتا فى تلك المناسبة، إذا حسبت حروف الكلمات فى شطرها الأخير بحساب الجمّل أرّخت لسنة الوفاة أو الولاية ونحو ذلك. وكان الشبراوى يشارك فى هذا الصنيع، من ذلك تأريخه لوفاة الشيخ أحمد الدلنجاوى شاعر وقته المتوفى سنة ١١٢٣ للهجرة:

سألت الشعر هل لك من صديق ... وقد سكن الدّلنجاوىّ لحده

فصاح وخرّ مغشيّا عليه ... وأصبح ساكنا فى القبر عنده

فقلت لمن أراد الشّعر أقصر ... فقد أرخّت: مات الشّعر بعده

<<  <  ج: ص:  >  >>