وعضال الداء، وخيبة الرجاء، وزوال النعمة، وفجاءة النقمة.
اللهم إنى أعوذ بك من شر الخلق وهمّ الرّزق، وسوء الخلق.
اللهم إنى أعوذ بك من الزّيغ والجزع، وأعوذ بك من الطمع فى غير مطمع».
ويظل يستعيذ من الهم والحزن ومن شر ما خلق الله ومن أن يظلم أو يظلم أو يبغى على إنسان أو يبغى عليه ذو سلطان أو يطغى أو يطغى عليه. ويستعيذ من الشرك الظاهر والخفى، ويتوسل إلى الله أن يكون دائما فى حرز منيع من جميع خلقه، وأن يظل معافى فى بدنه ودينه ودنياه.
وننتقل معه إلى الصلوات على الرسول، وتتضح فيها نظرية الحقيقة المحمدية التى مر بنا حديث عنها عند البوصيرى، إذ يقول:
«اللهم اجعل أفضل صلواتك أبدا، وأنمى بركتك سرمدا، وأزكى تحيّاتك فضلا وعددا، على أشرف الخلائق الإنسانية، ومجمع الحقائق الإيمانية. . شاهد أسرار الأزل، وترجمان لسان القدم. . وإنسان عين الوجود العلوى والسّفلى، روح جسد الكونين، وعين حياة الدارين.
اللهم صلّ على من منه انشقّت الأسرار، وانفلقت الأنوار، وفيه ارتقت الحقائق، ونزلت علوم آدم فأعجز الخلائق، وله تضاءلت الفهوم فلم يدركه مناسابق ولا لاحق، فرياض الملكوت بزهر جماله مونقة، وحياض الجبروت بفيض أنواره متدفقة.
اللهم صلّ على الذات المحمدية، اللطيفة الأحدية، شمس سماء الأسرار، ومظهر الأنوار.
ومركز مدار الجلال، وقطب فلك الجمال».
ونظرية الحقيقة المحمدية وما يطوى فيها من قدم الوجود المحمدى وأن وجود الكائنات مستعار منه واضحة فى قول الدردير عن الرسول عليه السلام إنه ترجمان لسان القدم، وإنسان عين الوجود العلوى والسفلى وروح جسد الكونين وأن الأنوار منه انشقت، فنوره هو المرئىّ فى كل نور، ووجوده هو المشاهد فى كل وجود. وكل ذلك يعنى أزلية النور المحمدى أو قل أزلية الحقيقة المحمدية. ويوزع الدردير صلواته على الحروف الهجائية فلكل حرف سجعاته الخاصة، ومع الصلوات أدعية وابتهالات شتى من مثل قوله فى الصلوات على حرف الدال:
«اللهم صلّ وسلّم وبارك على سيدنا محمد واسلك بنا طريق الرشاد.
وصلّ وسلّم وبارك على سيدنا محمد واخلع علينا خلع الرّضوان والوداد،
وصلّ وسلّم وبارك على سيدنا محمد وتوّجنا بتاج القبول بين العباد.