٧٢٥ وخلفه ابنه أبو الحجاج يوسف الأول، وفى أيامه استولى القشتاليون على طريف المشرفة على جبل طارق، وحدث وباء كبير سنة ٧٤٩ ولابن خاتمة الشاعر رسالة فى وصفه. واغتيل أبو الحجاج يوسف الأول سنة ٧٥٥ وخلفه ابنه محمد الخامس الغنى بالله وله القسط الأوفر من منشئات قصور الحمراء، وتوفى سنة ٧٩٣ وكانت علاقته حسنة بملك القشتاليين وبالمثل علاقات ابنه يوسف وحفيديه محمد ويوسف المتوفى سنة ٨٢٠ وتلا يوسف أمراء ضعاف دب الخلاف بينهم وبين أبناء عمومتهم، ولم يلبث القشتاليون أن استولوا على جبل طارق سنة ٨٦٧ وبذلك أصبحت إمارة غرناطة محاصرة بالقوات النصرانية، بالإضافة إلى ما نشب من حروب بين أبناء الأسرة الحاكمة كانوا يستعينون فيها بملوك قشتالة. وأخذ ذلك ينذر بنهاية إمارة غرناطة وعجّل بها زواج فرناند ملك أراجون من إيزابيلا ملكة قشتالة، فتعاونا على القضاء على الإمارة، وقدما بقوات ضخمة استوليا بها على بعض المدن الصغرى، ثم حاصرا غرناطة آخر معقل للإسلام فى الأندلس، واستسلم أبو عبد الله الصغير وسلم مفاتيح الحمراء لفرناند سنة ٨٩٧ للهجرة ونصت معاهدة التسليم على أن يحتفظ المسلمون فى غرناطة والأندلس بكامل حقوقهم وبمساجدهم وإقامة شعائرهم الدينية، ولكن الاسبان ضربوا بكل ذلك عرض الحائط ومضوا يضطهدون المسلمين المتبقين أسوأ اضطهاد وسموهم المدجنين، بينما سموا من تنصر منهم ظاهرا الموريسكيين وعقدوا لهم محاكم التفتيش المشهورة إلى أن أصدر الملك فيليب الرابع سنة ١١١٧ هـ/١٦٠٩ م أمرا بخروجهم من إسبانيا. ومن الغريب أن هذا التعصب الدينى المقيت الذى أخرج المسلمين من الأندلس هو الذى أتاح لأوربا استكشاف أمريكا وطريق رأس الرجاء الصالح إلى الهند فإن فردناند الذى ساعد أرستوف كولمب على اكتشاف أمريكا كان متأثرا-بعد استيلائه على غرناطة-بفكرة حصر الإسلام والمسلمين بين نارين، وتأثر بنفس الفكرة البرتغاليون فى اكتشافهم لطريق الهند.