للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مطبوع، والكتاب الثانى معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع فى جزيرة العرب، طبعه وستنفلد قديما، ثم طبعه الأستاذ مصطفى السقا طبعة علمية محققة فى أربع مجلدات ضخمة بالقاهرة، ويقول أبو عبيد فى مقدمته: «هذا كتاب ذكرت فيه جملة ما ورد فى الحديث والأخبار والتواريخ والأشعار من المنازل والديار والقرى والأمصار والجبال والآثار والمياه والآبار والدارات والحرار منسوبة محدّدة ومبوّبة على حروف المعجم مقيدة» واستهلّه بوصف الجزيرة العربية وحدودها الجغرافية وأقسامها: الحجاز وتهامة ونجد واليمن مع بيان مفصل عن قبائلها وما يتصل بها من التنقلات والوقائع والأيام.

ونلتقى فى النصف الأول من القرن السادس الهجرى بجغرافى يسمى محمد (١) بن أبى بكر الزهرى عاش فى المرية أو غرناطة، وله كتاب جغرافى فى وصف ما سماه «الخارطة المأمونية للعالم» وفيه يتحدث عن أقاليم الأرض السبعة وطبيعتها وسكانها ويعنى بالأندلس ووصف مدنها. وقد نشرت منه مقتطفات عن الأندلس ومراكش وصقلية، ويكتظ بالعجائب والغرائب حتى ليمكن أن يوصف بأنه جغرافيا شعبية.

وتلقانا فى الأندلس كتابات جغرافية عند بعض المؤرخين يضعونها فى مقدمات كتبهم عن تاريخ الأندلس أو عن رجالها مثل مقدمة كتاب فرحة الأنفس فى تاريخ الأندلس لابن غالب (٢) من مؤرخى القرن السادس الهجرى وهى تعرض كور الأندلس وما تضمه من مدن وحصون وقرى ومسالك وما تشتهر به من صناعة وزراعة مع تفصيل القول عن قرطبة ومسجدها الجامع ومقصورته ومحرابه ومنبره ومع بيان الجبال فى الأندلس والأنهار.

ولابن سعيد المتوفى سنة ٦٨٢ مقدمة جغرافية نفيسة للقسم الأندلسى من كتابه المغرب، سقطت أوراقها منه، غير أن المقرى احتفظ بها فى النفح، وله فى الجغرافيا كتاب مجمل سماه «كتاب بسط الأرض فى الطول والعرض»، ويقول الدكتور حسين مؤنس: «يمكن وصفه بأنه جدول بالمدن والجبال والأنهار والبحار وغيرها من الأعلام الجغرافية موقعة على أطوالها وعروضها فى دقة (٣)» والأرض عنده تسعة أقاليم مقسمة إلى عشرة أجزاء تبتدئ من جزائر الخالدات فى المحيط الأطلسى، وتنتهى بجزائر السّيلى أى اليابان.


(١) انظر فى الزهراوى د. مؤنس فى كتابه تاريخ الجغرافية والجغرافيين فى الأندلس ص ٣٥٨ وما بعدها.
(٢) راجع فى ابن غالب ومقدمته تحقيق الدكتور لطفى عبد البديع لها وقد نشرها فى الجزء الثامن من المجلد الأول فى معهد المخطوطات بجامعة الدول العربية، وانظر كتاب د. مؤنس ص ٤٥٢ وما بعدها.
(٣) انظر د. مؤنس ص ٥٠١ وكتاب بسط الأرض لابن سعيد نشر بتطوان.

<<  <  ج: ص:  >  >>