للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبد الله بن بكر الكلاعى الملقب بالنذل، ومثلهما أبو عثمان سعيد بن الفرج الملقب بالرشاش، وكان من آداب الناس فى زمانه وأقومهم على لسان العرب، يقال إنه كان يحفظ أربعة آلاف أرجوزة. ومن مشهورى الشعراء لعهد الأمير محمد بن عبد الرحمن الأوسط (٢٣٨ - ٢٧٣ هـ‍) عبد الله بن حسين بن عاصم الثقفى جليسه، ووزيره عبد الملك بن أحمد بن شهيد وعامر بن عامر بن كليب، ومحمد بن عبد العزيز العتبى وله مدائح كثيرة فى الأمير وابنه القاسم ووزيره هاشم بن عبد العزيز، ومؤمن بن سعيد كبير شعراء قرطبة كما يقول ابن حيان، ولكل هؤلاء تراجم وأشعار فى المغرب والمقتبس. وممن تدور أسماؤهم من الشعراء فى المقتبس لعهد الأمير محمد طاهر بن حزم وتمام بن أحمد بن عامر وعبد الله بن محمد المورورى وأحمد بن محمد بن فرج البلوى. ومن الشعراء المشهورين لعهد الأمير عبد الله بن محمد (٢٧٥ - ٣٠٠ هـ‍) حسب تعداد ابن حيان لهم فى المقتبس ابن عبد ربه صاحب العقد الفريد، ويقول إنه زعيمهم وسابق حلبتهم وعبيد الله بن يحيى بن إدريس وسيحظى عبد الرحمن الناصر بمدائحهما له حتى وفاتهما لعهده، وعداد ابن عبد ربه فى بيوتات المولدين ومثله عداد ابن إدريس فى بيوتات المولّدين لعهد الدولة المروانية كما يقول ابن حيان. ومضى يعد من شعراء الأمير عبد الله مقدم بن معافى القبرى مخترع الموشحات وهو عربى صليبة كما سنعرف فيما بعد وقاسم بن عبد الواحد العجلى وأحمد بن قلزم وإسحاق المنادى وزيد بن ربيع وسعيد بن عبد ربه المطبّب ابن أخى الشاعر ابن عبد ربه وعبيديس بن محمود، وكان كاتبا فى القصر وله مدائح كثيرة فى الأمير عبد الله، ثم خرج إلى عبيد الله بن أمية المعروف باسم ابن الشاليه الثائر بجيّان فكتب له وامتدحه بشعر كثير، كما امتدح زميله الثائر مثله على الدولة ابن حفصون. ومن أهم الشعراء حينئذ القلفاط محمد بن يحيى المار ذكره وله مدائح فى الأمير عبد الله وأيضا فى كثيرين من الثوار على الدولة. ومر بنا فى الفصل الأول أن الفتن كانت قد تفاقمت لعهد الأمر عبد الله فى ديار كثيرة بالأندلس بين المستعربين والمسالمة والمولدين من جهة وبين العرب من جهة ثانية وكانت من الديار التى حدثت فيها هذه الفتنة إلبيرة ومعها غرناطة، ونشبت بين الطرفين فيهما حروب ووقائع كثيرة. والمهم أن ذلك أدى إلى ظهور شعراء ينتصر كل منهم لجماعته ويهجو متوعدا الجماعة المقابلة، واشتهر من هؤلاء الشعراء بين العرب سعيد بن سليمان بن جودى والى الأمير عبد الله على غرناطة، وشعره يفيض بحمية قوية للعرب وتوعد شديد لخصومهم، وأدار شاعران:

عربى هو الأسدى محمد بن سعيد بن مخارق، ومولّد من أبناء المسالمة هو العبلى عبد الله مناقضات، يناضل فيها كل منهما عن قومه.

<<  <  ج: ص:  >  >>