للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واخصص بترداد السلام ضريحه ... فى كلّ شارقة وكلّ أصيل (١)

قمر له هضبات مكة مطلع ... والروضة الفيحاء أفق أفول (٢)

جاءت نعوت كماله منصوصة ... فى الذّكر والتوراة والإنجيل

هذا الفخار ومن يكن ذا وصفه ... فالمدح فيه كقطرة فى النّيل

وهو يطلب من صاحبه أن يعيد الحديث مرارا وتكرارا عن خير رسول ومبعوث أهدى إلى البشرية، وأن يملأ المسامع بحديثه الطيب الذكىّ فإن فيه شفاء من حرارة كل ظمأ شديد، وأن يدأب ويجد فى الصلاة والسلام على الرسول اتباعا لهدى القرآن القائل: {إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}، ويقول لصاحبه خصّ بترداد السلام وتكراره قبره كل صباح وكل مساء، وإنه لقمر بدر طلع من هضبات مكة وأفقها، وأفل أو غرب فى أفق يثرب فى الروضة الفيحاء ذات الشذى العطر، ويذكر أن نعوت كماله نصّ عليها التنزيل كما جاء بآية سورة القلم فى خطابه صلّى الله عليه وسلّم: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} كما نصّت عليها التوراة والإنجيل وكما جاء بآية سورة الأعراف السالفة فى تعليقنا على بعض أبيات عبد الله الشقراطسى. ومضى ابن السماط فى القصيدة يعدد شمائله الرفيعة وبعض معجزاته، وقال هذا هو الفخر الحقيقى ومن يكن هذا وصفه فالمدح فيه كقطرة-حقا-فى نهر النيل. ونبويات ابن السماط تتميز بلغة سلسة عذبة منتهى العذوبة والسلاسة.


(١) الأصيل: وقت اصفرار الشمس قبيل الغروب.
(٢) الروضة الفيحاء: لعله يشير إلى قول الرسول صلّى الله عليه وسلّم ما بين قبرى ومنبرى روضة من رياض الجنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>