للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

انظر إلى الأفق كيف بهجته ... وللثّريا عليه تنكته

كأنها وهى فيه طالعة ... قميص وشى وتلك عروته

فالسماء بنجومها كأنها قميص وشى بديع والثريا عروته المضيئة الجميلة، وسنخص أخاه أبا عبد الله بن الطوبى بكلمة لإكثاره من الأوصاف والتشبيهات فى الطبيعة وغير الطبيعة.

ويقول مشرف بن راشد (١):

وروضة بالحزن ممطورة ... لم تنتهبها أعين الناس

بكى عليها الغيث فاستضحكت ... عن نرجس غضّ وعن آس

وكان يكثر من استخدام الطباق كما فى البيت الثانى، وجعل الروضة تضحك أو تبتسم عن نرجس غضّ وعن آس، ويقول ابن متكود صاحب مازر فى عهد أمراء الطوائف واصفا النيلوفر (٢):

كئوس من يواقيت ... تفتّح عن دنانير

وفى جنباتها زهر ... كألسنة العصافير

والنيلوفر هو اللوتس عند المصريين القدماء والبشنين عند أهل الريف المصرى، وحين تتفتح تتدلى من جنباتها أزهار-كما يقول ابن متكود-مثل ألسنة العصافير. ويقول ابن القطاع فى وصف رمانة (٣):

كأنّها حقّة من عسجد ملئت ... من اليواقيت نثرا غير منظوم

وهى صورة بديعة، ويفتح ابن القطاع صحفا غير قليلة لمديح المغنين والمغنيات والراقصين والراقصات وذمهم، من ذلك ذم البلّنوبى لمغن فى قوله (٤):

ولنا مغنّ لا يزا ... ل يغيظنا ما يفعل

غنّى ثقيلا أوّلا ... وهو الثقيل الأوّل

والثقيل الأول نغمة موسيقية معروفة عند العرب، وهى مكررة مئات المرات فى كتاب الأغانى واستغلها البلنوبى فى هجاء هذا المغنى، والتورية واضحة ونراه يمدح راقصة من راقصات صقلية قائلا (٥):


(١) الخريدة ١/ ٩٣.
(٢) الخريدة ١/ ١٠٣.
(٣) الخريدة ١/ ٥٣.
(٤) الخريدة ١/ ١٣.
(٥) الخريدة ١/ ٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>