شديدة الجفاف قليلة السكان وأهم مدنها مليلة على البحر المتوسط. وإلى الجنوب من إقليم غارت إقليم الحوز وهو يمتد شرقى منطقة فاس فى نحو مائة وتسعين ميلا طولا ومائة وأربعين ميلا عرضا ويشتمل على كثير من السهول والجبال الصحراوية أو جبال أطلس، ومن أهم مدنها تازه وهى تعد ثالثة المدن فى ولاية فاس من حيث الحضارة والثقافة، ولها أراض خصبة شديدة الاتساع، والحياة مزدهرة فى كثير من مدن وجبال هذه المنطقة. وجنوبى الحوز منطقة تادلة، وتشمل الإقليم من جنوبى نهر العبيد إلى نهر أم الربيع فى الشمال، ولأهلها مهارة فى دبغ الجلود ونسج الصوف، وأكثر السكان بالمدن والجبال فى رخاء ومن مدنها تفزة وأفزة. وغربى هذه المنطقة منطقة هسكورة وتبدأ من التلال الغربية فى دكّالة وتمتد شرقى منطقة مراكش وتتجه إلى الجنوب، ويعنى سكانها بصناعة الجلود لكثرة المعز بديارهم وأيضا محصول الزيت، ومن مدنها المدينة وتاغوداست وتغطى بعض جبالها الثلوج على مدار السنة. وإلى الجنوب منها منطقة جزولة شرقى السوس وغربى منطقة الدرعة، وتوجد بهاعدة مناجم للنحاس والحديد، أهلت السكان لصناعة كثير من الأوعية ويزرعون الشعير وعندهم الكثير من الماشية. وإلى الشرق من هذه المنطقة منطقة الدرعة وتمتد جنوبا إلى مسافة مائتين وخمسين ميلا. أما السكان فيقيمون فى حوض نهرها وتمتد فيه حدائق النخيل. وفى الجنوب الشرقى من منطقة هسكورة منطقة سجلماسة، وتمتد على طول نهر زيز، وتتغلغل جنوبا إلى مسافة مائة وعشرين ميلا حتى حدود الصحراء، وأهل مدينة سجلماسة أغنياء لتبادلهم التجارة مع بلاد السودان، وتكثر بمنطقتها التمور.
ولعل فى كل ما قدمت ما يصور من بعض الوجوه أن جغرافية المغرب الأقصى معقدة لكثرة مناطقه واتساع أقاليمه التى تبلغ نحو خمسمائة ألف كيلومتر مربع، وجباله فى الشمال وفى أطلس التل والأطلس عالية علوا شاهقا، وهو علو هيأ من جهة لتكوّن الثلج على قممها وذراها الشامخة، كما هيأ من جهة ثانية لكثرة نزول الأمطار بها، وهى تنزل بها منذ شهر أكتوبر وتغزر فى الشتاء. وكثرة الجبال على سطحها هيأها لأن تكثر فيها الأنهار والنهيرات والمجارى المائية، ومعظمها تجرى طوال العام، ومن أهمها نهر الملوية، وينبع من منطقة فاس ويجرى إلى الشمال الشرقى ويصب فى البحر المتوسط شرقى مليلة، ونهر سبو ويجرى من الشرق إلى الغرب ويصب فى المحيط الأطلسى مخترقا منطقة فاس وحوضه يعد أغنى أحواض المغرب الأقصى وأكثرها سكانا، ويبلغ إنتاجه أربعين فى المائة من إنتاج المغرب الأقصى، ونهر أم الربيع وينبع من منطقة الحوز، ويتجه جنوبا ثم غربا حتى المحيط ويغذى مناطق تادلة وتامسنة ودكّالة، ونهر تنسيفت ويتجه من الشرق إلى الغرب ويخترق منطقتى مراكش وحاحة، ونهر السوس ويتجه إلى الغرب مخترقا شمالى جزولة والسوس ويصب فى المحيط بقرب أغادير.
والمغرب الأقصى كما يعتمد على الأنهار يعتمد على الأمطار، وعلى الرغم من كثرة الجبال