للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القرويين بفاس الذى سرعان ما تحول إلى جامعة كبرى بفاس إلى اليوم. وكانت زوجة يوسف بن تاشفين سيدة حصيفة وكانت تدبر معه دفّة السياسة والحكم، وكان رأيها دائما صائبا وانتفع بها فى حياتها فى تثبيت حكمه وملكه. وكانت لا تقل عنها حصافة وشعورا بالعزة زينب بنت إبراهيم بن تافلويت زوجة تميم بن يوسف بن تاشفين حاكم غرناطة والأندلس، وكانت تجيز الشعراء، ولابن خفاجة الشاعر الأندلسى فيها قصيدة طنانة، ولها أعمال برّ كثيرة. وعلى شاكلتهما تميمة بنت سيد المرابطين يوسف بن تاشفين كانت من أهل الخير والصدقات. ومن فضلياتهن حواء بنت أخى يوسف بن تاشفين، زوجة سير بن أبى بكر الذى ظل واليا على إشبيلية سبعا وعشرين سنة حتى سنة ٥٠٧ وكانت تقيم فى قصرها ندوة أسبوعية تحاضر فيها شعراء إشبيلية وتنقد بعض أشعارهم، وتسبغ عليهم جوائز وعطايا كثيرة، وللأعمى التطيلى فى مدحها قصيدة بديعة مذكورة بترجمته فى كتابنا عن الأندلس. ومن السيدات الفضليات فى عهد الموحدين زينب بنت يوسف بن عبد المؤمن سلطان الموحدين زوجة ابن عمها أبى زيد بن أبى حفص تتلمذت فى علم الكلام لأبى عبد الله بن إبراهيم الأصولى وكانت عالمة نابهة الشأن. ومنهن من سيدات الشعب خيرونة الأشعرية ولها فضل فى نشر المذهب الأشعرى بين نساء مراكش، ومنهن فى علم الحديث مريم بنت أبى الحسن صاحب المدرسة بسبتة، ومن المتصوفات-وهن كثيرات-منية بنت ميمون الدكالية، ومن الأدبيات من بيت الحكام الموحدين رميلة، ومن سيدات الشعب أمة العزيز بنت أبى محمد بن الحسن السبنية وحفصة بنت القاضى أبى حفص بن عمر وأم النساء بنت التاجر الفاسى وكانت أديبة شاعرة. ومن السيدات الفضليات النابغات زمن المرينيين فى العلوم الدينية الفقيهة أم هاني بنت محمد العبدوسى والفقيهة أم البنين جدة الشيخ زروق ورحمة بنت الجنّان والدة الشيخ ابن غازى وغيرهن كثيرات فى الفقه والحديث النبوى، ومن الأدبيات أم الحسن بنت أحمد الطنجالى وصفية العزفية من بيت العزفيين وصبح زوجة أحمد بن شعيب الجزنائى، واشتهرت فى الطب عائشة بنت الجيار السبتية. وبذلك لم يعد الطب خاصا بنساء بنى زهر كما كان الشأن فى عصر الموحدين، فقد انتقلت معرفته والحذق فيه إلى النساء المغربيات فى العصر المرينى. ويذكر الوزان الذى زار منطقة درعة فى عصر الوطاسيين المرينيين نحو سنة ٩٢٠ هـ‍/١٥١٤ م أن نساءها يتعلمن ويقمن بدور معلمات المدارس للفتيات والفتيان. وحرى بنا أن نذكر فى عهد الوطاسيين السيدة عائشة بنت على ابن راشد مختطّ مدينة شفشاون لتحصين ناحيتها من نصارى سبتة، وقد تزوجت حاكم مدينة تطوان وتوفّى فحكمت تطوان بعده وضبطتها خير ضبط وتصدّت لنصارى سبتة بذكاء ودهاء وحسن سياسة وأعجب بشجاعتها السلطان أحمد الوطاسى فاقترن بها سنة ٩٤٨ هـ‍/١٥٤١ م.

ونلتقى فى عصر السعديين بسيدات فضليات كثيرات، منهن سحابة الرحمانية السفيرة

<<  <  ج: ص:  >  >>