للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بدر، ومثلها قصيدته الميمية (منع النوم بالعشاء الهموم) التى يهجو فيها ابن الزّبعرى ويفتخر بقومه فخرا عنيفا، ومن نمطهما لاميته (أهاجك بالبيداء رسم المنازل). وبهذا القياس نضيف إليه مقطوعته الكافية التى وجهها إلى أبى سفيان ابن الحارث، وقد رواها ابن سلام (١)، ومثلها مقطوعته الدالية التى يستهلها بقوله:

وإن سنام المجد من آل هاشم ... بنو بنت مخزوم ووالدك العبد (٢)

ومقطوعته الميمية التى يقول فيها:

لعمرك إن إلّك من قريش ... كإل السّقب من رأل النّعام (٣)

وأيضا نحن نثبت له قصيدته الهمزية التى يقول فيها لأبى سفيان بن الحارث:

هجوت محمدا فأجبت عنه ... وعند الله فى ذاك الجزاء

وهو يستهلها بذكر منازل صاحبته مشبّبا بها ومستطردا إلى ذكر الخمر على طريقة الجاهليين، مما جعل القدماء يقولون إن القصيدة تتكون من جزءين:

جزء نظم فى الجاهلية، وجزء نظم فى الإسلام (٤)، وهو يمضى فى الجزء الثانى متحدثا عن فروسية قومه ومتوعدا قريشا بحروب مبيرة، وتختلط فى هذا الجزء المعانى الجاهلية بالمعانى الإسلامية إذ يعرض لرسالة النبى صلى الله عليه وسلم ومتابعة قومه له ونصرتهم لدينه، من مثل قوله:

وجبريل أمين الله فينا ... وروح القدس ليس له كفاء (٥)

وقد تبرز المعانى الإسلامية فى بعض أهاجيه لقريش كقوله من مقطوعة يعيّرها فيها بهزيمتها يوم بدر:

فينا الرسول وفينا الحقّ نتبعه ... حتى الممات ونصر غير محدود

مستعصمين بحبل غير منجذم ... مستحكم من حبال الله ممدود (٦)


(١) ابن سلام ص ٢٠٨ والديوان ص ١٩.
(٢) بنت مخزوم: فاطمة بنت عمرو المخزومى وهى أم عبد الله وأبى طالب والزبير بنى عبد المطلب.
(٣) السقب: ولد الناقة. الرأل: ذكر النعام. الإل: القرابة.
(٤) انظر الاستيعاب ص ١٢٩
(٥) كفاء: كفء ونظير.
(٦) منجذم: منقطع.

<<  <  ج: ص:  >  >>