السنوسى فى المنطق وجمع الجوامع فى الأصول للسبكى. وكثيرون كانوا يعنون بعلم المنطق إذ يعرف به الصحيح من غير الصحيح فى التعريفات والأدلة والأقيسة، وهو علم يونانى وضعه أرسطو، ومنذ القرن الثانى الهجرى تتدارسه البيئات العلمية العربية، فطبيعى أن يعنى به علماء موريتانيا. وبالمثل عنوا بعلوم البلاغة، ونضرب مثلا ثانيا لهؤلاء العلماء الموسوعيين هو عبد الله بن محمد الشنقيطى، فقد كان يقرئ تآليف السنوسى وإضاءة الدجنة فى علم الكلام، وتفسير القرآن، وصحيح البخارى، وجمع الجوامع فى الأصول للسبكى والسلم فى المنطق للأخضرى ومختصر السنوسى فى المنطق وتلخيص المفتاح فى علوم البلاغة للسكاكى، وله أجوبة فقهية ومشاركة فى النحو والعروض وحظ من علمى الحساب والهندسة. ونظم كتاب التلخيص فى البيان والمعانى للقزوينى فى نحو خمسمائة بيت وسماه نزهة المعانى فى ظهور البيان والمعانى، وله تأليف فى المنطق، توفى سنة ١١٤٣ هـ/١٧٣١ م.
وعنوا بالتاريخ ولأحمد البدوى اليعقوبى منظومة جيدة فى غزوات الرسول صلّى الله عليه وسلم، ومنظومة أخرى فى أنساب العرب، ويكثر عندهم مثل هذه المنظومات.
ولعل فى كل ما أسلفت ما يصور بوضوح نشاط الحركة العلمية فى موريتانيا على الرغم من أنه لم تكن هناك حكومة ترعى العلم وطلابه وعلماءه، إذ تجردت له فى كل بلدة وكل قبيلة صفوة من العلماء الأبرار درسته لشباب موريتانيا على مر الحقب والأزمنة.