للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ببعض مدائحه (١)، وكان المهاجر بن عبد الله والى البحرين جوادا ممدّحا، ومن مدّاحه جرير (٢) وأبو نخيلة (٣) وذو الرمة (٤). ومن ولاة فارس الذين طار ذكرهم على ألسنة الشعراء عمر بن عبيد الله بن معمر، وله أحاديث كثيرة فى جوده (٥) وهو ممدوح كثيرين، منهم زياد الأعجم (٦) وأبو حزابة (٧) ومن ولاة الرّىّ الممدّحين خالد بن عتّاب بن ورقاء ممدوح أعشى همدان (٨).

وإذا ولينا وجوهنا نحو خراسان وسجستان وجدنا الولاة والعمال هناك يكيلون الأموال والعطايا للشعراء كيلا، وهم بدورهم ينثرون عليهم رياحين مديحهم نثرا. ولعل أسرة لم تحظ هناك بما حظيت به أسرة المهلب بن أبى صفرة الأزدى الذى قضى على الأزارقة فى فارس، ثم ولى للحجاج خراسان سنة ٧٨ وظلّ بها إلى أن توفّى سنة ٨٢ فأقام الحجاج ابنه يزيد مقامه إلى أن صرفه عنها وولّى عليها أخاه المفضل، ولم يلبث أن عزله هو الآخر.

وما نصل إلى سنة ٩٦ حتى يعود نجم المهالبة إلى البزوغ. إذ ولّى سليمان بن عبد الملك يزيد على العراق، وجمع له مع ولايتها خراسان، فأصبح حاكما للشرق.

ويتولى عمر بن عبد العزيز، فيعزله ويسجنه فى أموال خراج خراسان، ولا نصل إلى عصر يزيد بن عبد الملك حتى يعفو عنه، غير أنه لم يلبث أن قاد ضده مع إخوته وآله ثورة عنيفة، قضى عليها مسلمة بن عبد الملك يؤازره هلال بن أحوز المازنى.

ولعلنا لا نبعد إذا قلنا إن هذه الأسرة تقوم فى عصر بنى أمية مقام أسرة البرامكة فى عصر بنى العباس، إذ كان أفرادها بحورا فياضة، فنوّه بهم الشعراء طويلا فى خراسان والعراق جميعا، ويؤثر عن المهلب أنه كان يقول: «عجبت لمن يشترى المماليك بماله ولا يشترى الأحرار بمعروفه (٩)» ونرى الشعراء مصطفين


(١) الديوان ص ٧٠٠.
(٢) الديوان ص ٣٩، ١٢٥، ٢٥١.
(٣) أغانى (ساسى) ١٨/ ١٤٥ وما بعدها.
(٤) انظر فهرس ديوانه.
(٥) المحبر ص ١٥١.
(٦) أغانى (دار الكتب) ١٥/ ٣٧٩، ٣٨٥.
(٧) انظر ترجمته فى الأغانى (طبعة ساسى) ١٩/ ١٥٢.
(٨) أغانى (دار الكتب) ٦/ ٥٦.
(٩) البيان والتبيين ٣/ ٢٠٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>