للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

استمدوا فى هذا العلم من الفرس والهند واليونان ولا بد أنهم استمدوا فيه أيضا من الصابئة ورثة الكلدانيين فى الفلك والتنجيم.

وصوّر نالينو أثر كتاب السند هند فى علم الفلك العربى وكيف وصل إلى العرب ونقل إلى العربية فقال: «إن وفدا من الهند وفد على أبى جعفر المنصور سنة؟ ؟ ؟ حركات الكواكب وحسابها وسائر أعمال الفلك على مذهب علماء أمته وخصوصا على مذهب كتاب باللغة السنسكريتية اسمه (براهمسبهطسد هانت) ألفه سنة ٦٢٨ م أو ٦، ٧ هـ‍ الفلكى الرياضى (برهمكبت) فكلف المنصور ذلك الهندى بإملاء مختصر الكتاب، ثم أمر بترجمته إلى اللغة العربية وباستخراج كتاب منه تتخذه العرب أصلا فى حساب حركات الكواكب وما يتعلق به من الأعمال. وتولى ذلك الفزارى وعمل منه زيجا (١) اشتهر بين علماء العرب حتى إنهم لم يعملوا إلا به إلى أيام المأمون حيث ابتدأ مذهب بطليموس فى الحساب والجداول الفلكية. . واقتصر العرب على الجزء الأخير من اسم الكتاب السابق وهو (سد هانت) ثم حرّفوه قليلا وسمّوه السند هند (٢)».

ويذكر نالينو ممن أخذوا عن هذا العالم الهندى يعقوب بن طارق وكان رياضيّا ممتازا وله مؤلفات قيمة فى الفلك (٣).

ويذكر المسعودى أنه ترجم للمنصور بجانب المجسطى كتب أرسططاليس من المنطقيات وغيرها وكتاب الأرثماطيقى فى الحساب وكتاب أقليدس وهو فى علم الأشكال الهندسية أمّهاتها ومركباتها، وجميع تلك الكتب يونانية. ولم يذكر المسعودى عناية المنصور بنقل الكتب الطبية إلى العربية، ومعروف أنه استدعى فى سنة ١٤٨ للهجرة جورجيس بن جبريل بن بختيشوع كبير الأطباء فى بيمارستان جنديسابور ورئيس مدرسته ليكون بجانبه وقد نقل كتبا كثيرة من اليونانية إلى العربية (٤) وأغلب الظن أنها كانت فى جمهورها كتبا طبية. وكان جورجيس من السريان النساطرة، وتعاقبت من بعده أجيال من أبنائه وأحفاده تخدم الطب


(١) الزيج: علم الجداول الفلكية.
(٢) انظر علم الفلك وتاريخه عند العرب لنالينو ص ١٤٩.
(٣) نالينوس ١٥٦ والفهرست ص ٣٨٨ وعلوم اليونان لأوليرى ص ٢٠٩.
(٤) ابن أبى أصيبعة ص ٣٧ والقفطى ص ١٠٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>