للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وترجم كتابا نسب إليه خطأ وهو كتاب الربوبية أو أوثولوجيا أرسطو، وهو تلخيص مقتبس من تاسوعات أفلاطون الإسكندرى المتوفى سنة ٢٧٠ للميلاد ومن أجل ذلك يفيض الكتاب بنزعة أفلاطونية محدثة قوية (١).

وقد جعل المأمون الإشراف على مرصده الكبير ليحيى بن أبى منصور وألحق به طائفة من نابهى الفلكيين (٢) مثل على بن عيسى الإسطرلابى ومحمد بن موسى الخوارزمى والعباس بن سعيد الجوهرى. ولم يلبث هذا المرصد أن تحول إلى مدرسة رياضية فلكية كبيرة تخرج فيها غير فلكى مثل بنى موسى بن شاكر. وقد أفادت هذه المدرسة من الأبحاث الفلكية الرياضية والجغرافية التى سبقها إليها الهنود والفرس واليونان، وأضافت إلى ذلك إضافات جديدة باهرة، إذ وضعت لحركات الأفلاك زيجات وجداول أكثر دقة مما كان لدى الأقدمين وأدخلت تحسينات على خريطة بطليموس، واستطاعت أن تقيس درجتين من درجات محيط الأرض على أساس كرويتها، إلى مباحث فلكية وجغرافية ورياضية كثيرة (٣).

ومحمد بن موسى الخوارزمى هو أكبر العلماء الرياضيين والفلكيين الذين قاموا على أبحاث هذا المرصد، وهو يعدّ بحق منشئ عصر جديد فى التاريخ العالمى للرياضيات إذ اكتشف علم الجبر وقواعده وأعطاه اسمه للذى شاع من بعده فى العالم كله، وقد أضاف إليه أبحاثا مبتكرة فى أرقام الحساب الهندية وفى حساب المثلثات وفى الجغرافية وفى الأزياج أو الجداول الفلكية، يقول ألدومييلى: «وله فى هذا المجال أعظم تأثير، أولا فى الشعوب الإسلامية ثم بعد ذلك فى الشعوب الغربية المسيحية، وحسابه المفقود نصه العربى مع وجود ترجمة لاتينية له من القرن الثانى عشر الميلادى كان له أعظم الفضل فى تعريف العرب واللاتين من بعدهم بنظام العدد الهندى، وكتابه المشهور المختصر فى حساب الجبر والمقابلة لم يؤدّ فقط إلى وضع لفظ علم الجبر وإعطائه مدلوله الحالى، بل إنه افتتح عصرا جديدا فى الرياضيات. . وألف أيضا كتبا فى الهندسة، ووضع جداول خاصة بحساب


(١) انظر دى بور ص ٢٢ وعلوم اليونان لأوليرى ص ٢١٧.
(٢) راجع فى الفلكيين لعهد المأمون الفهرست ص ٣٨٣.
(٣) انظر فى بحوث هؤلاء الفلكيين ألدومييلى ص ١٤٨ وأوليرى ص ٢٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>