للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ليت كفّا حثت عليه ترابا ... لم تعد فى يمينها ببنان

وتفتح له أبواب الخلافة منذ عصر المهدى، إذ كان يعطيه هو ومروان بن أبى حفصة عطية واحدة. ويقول ابن المعتز إنه كان يذهب به فى مديحه إلى أنه المهدى الذى وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم فى بعض ما نسب إليه من آثار، وله يقول فى بعض قصائده:

وإلى أمير المؤمن‍ ... ين محمد خير الأنام

فضل الملوك محمد ... فضل الحلال على الحرام

ويقول:

ومهدى أمتّنا والذى ... حماها وأدرك أوتارها

له شيمة عند بذل العطا ... ء لا يعرف الناس مقدارها

وكان يقف بجانبه فى كل مناسبة، من ذلك أن نراه ينبرى حين اتخذ يعقوب ابن داود وزيرا له قائلا منوها به وبوزيره:

قل للإمام الذى جاءت خلافته ... تهدى إليه بحقّ غير مردود

نعم المعين على التقوى أعنت به ... أخوك فى الله يعقوب بن داود

ولما ماتت ابنته «البانوكة» حزن عليها هو وأمها الخيزران حزنا شديدا، وإذا بشاعره يقف بين يديه معزيا بل نادبا باكيا بمثل قوله:

أودى ببانوكة ريب الزمان ... مؤنسة المهدىّ والخيزران

بانوك يا بنت إمام الهدى ... أصبحت من زينة أهل الجنان

بكت لك الأرص وسكّانها ... فى كلّ أفق بين إنس وجان

ويقال إنه بلغ المهدى أنه مدح بعض العلويين فتوعده وهمّ به، ولكنه استطاع أن يسلّ منه سخيمته بقصيدة بالغ فيها فى تصوير اعتذاره بمثل قوله:

وأنت كالدهر مبثوثا حبائله ... والدهر لا ملجأ منه ولا هرب

<<  <  ج: ص:  >  >>