للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جاءت مع الأشقين فى هودج ... تزجى إلى البصرة أجنادها

كأنها فى فعلها هرّة ... تريد أن تأكل أولادها

ويروى أن المهدى جلس يوما يعطى قريشا صلاتها وهو ولى عهد، فبدأ بينى هاشم ثم سائر قريش، ولم يلبث السيد أن وفد عليه بقصيدة يذم فيها عشيرتى عمر وأبى بكر الصديق وينهاه أن يعطى أحدا منهما صلته، ولبّاه المهدى. وقد روى أبو الفرج قطعة منها، وقال إنه حذف باقيها لقبح ما جاء فيها من السبّ والشتم.

ولعل فى ذلك ما يدلّ على أن السيد الحميرى كان غاليا فى تشيعه غلوّا قبيحا، ولو أنه لم يشب مديحه لعلى وبنيه بهذا السبّ المنكر لتداول شعره الرواة، إذ كان شاعرا بارعا، ومن مستحسن شعره فيهم قوله ناظما ما روى من أن الحسن والحسين، أتيا الرسول فوجداه ساجدا فركبا على ظهره، فقال عمر: نعم المطىّ مطيكما:

أنى حسنا والحسين الرسول ... وقد برزا ضحوة يلعبان

فضمّهما ثم فدّاهما ... وكانا لديه بذاك المكان

وراحا وتحتهما عاتقاه ... فنعم المطيّة والراكبان

وكان يكثر من رثاء الحسين رثاء يستنرف الدمع ويذيب القلب حسرات، ويقال إنه استأذن يوما على جعفر الصادق فأذن له وأقعد حرمه خلف ستر، فدخل، فأنشده قوله:

امرر على جدث الحس‍ ... ين فقل لأعظمه الزّكيّه

آأعظما لا زلت من ... وطفاء ساكبة رويّة (١)

وإذا مررت بقبره ... فأطل به وقف المطيّه

وابك المطهّر للمطهّ‍ ... ر والمطهّرة النّقيّه


(١) الوطفاء: السحابة المحملة بالأمطار الغريزة.

<<  <  ج: ص:  >  >>