أميطوا عنكم كذب الأمانى ... وأحلاما يعدن عدات زور
مننت على ابن عبد الله يحيى ... وكان من الحتوف على شفير
يد لك فى رقاب بنى علىّ ... ومنّ ليس بالمنّ الصغير
وإنك حين تبلغهم أذاة ... -وإن ظلموا-لمحزون الضمير
فإن شكروا فقد أنعمت فيهم ... وإلا فالنّدامة للكفور
وإن قالوا بنو بنت فحقّ ... وردّوا ما يناسب للذكور
وما لبنى بنات من تراث ... مع الأعمام فى ورق الزّبور
ويقال إنه استخفّ الرشيد حين أنشده هذه القصيدة، فإذا هو يأمر الفضل ابن الربيع أن يدخله بيت المال ويدعه يأخذ ما يشاء، فأخذ سبعا وعشرين بدرة.
ومن روائع قصائده فيه قصيدته العينية، ويقول ابن المعتز إنه أقام القيامة بحديثه فى مطلعها عن الشباب إذ يقول:
ما تنقضى حسرة منى ولا جزع ... إذا ذكرت شبابا ليس يرتجع
بان الشباب وفاتتنى بلذّته ... صروف دهر وأيام لها خدع
ما كنت أوفى شبابى كنه غرّته ... حتى انقضى فإذا الدنيا له تبع
إن كنت لم تطعمى ثكل الشباب ولم ... تشجى بغصته فالعذر لا يقع
ويقال إن الرشيد حين سمع منه هذا المطلع قال له: أحسنت والله، لا يتهنّأ أحد بعيش حتى يخطر فى رداء الشباب، وخرج إلى المديح ملوحا فى وجه العلويين بمثل قوله:
يا ابن الأئمة من بعد النبىّ ويا اب ... ن الأوصياء أقرّ الناس أو دفعوا
وما لآل علىّ فى إمارتكم ... حقّ وما لهم فى إرثكم طمع
العمّ أولى من ابن العمّ فاستمعوا ... قول النّصيح فإن الحقّ يستمع
وهو يشير إلى أن العباس عمّ الرسول صلى الله عليه وسلم يحجب على بن أبى طالب ابن أخيه كما تقضى بذلك فريضة الإرث فى الإسلام. وكان لا يزال يحيط