للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هرون بهالة من القدسية حتى ليرفعه على آل الرسول جميعا، وحتى ليجعل من يشتمل عليه سخطه لا ينتفع بدينه ولا بصلواته، يقول فى القصيدة السالفة:

أىّ امرئ بات من هرون فى سخط ... فليس بالصلوات الخمس ينتفع

ويقول فى قصيدة ثانية:

يا خير ماض وخير باق ... بعد النبيين فى الأنام

ومن قصيدة له ثالثة:

آل الرسول خيار الناس كلّهم ... وخير آل رسول الله هرون

ولم يكن منصور فى كل هذه الأشعار مخلصا، بل كان يظهر غير ما يضمر، إذ كان شيعيّا إماميّا، وكأنه كان يتخذ تلك الأشعار متجرأ، ليعيش آمنا، ولينال ما يريد من طيبات الحياة ومتاعها معتمدا على ما يؤمن به الإمامية من التقية.

وقد زعم المرتضى فى أماليه أنه «كان ينافق الرشيد ويذكر هرون فى شعره ويريه أنه من وجوه شيعته وباطنه ومراده بذلك أمير المؤمنين على بن أبى طالب عليه السلام لقول النبى، صلى الله عليه وآله، له: أنت منى بمنزلة هرون من موسى» ونراه يكثر من مدح آل الرسول والتنديد بالأمويين والعباسيين، ومن خير ما يصور ذلك لا ميته وفيها يقول:

شاء من الناس راتع هامل ... يعلّلون النفوس بالباطل (١)

تقتل ذريّة النبىّ وير ... جون جنان الخلود للقاتل

ويلك يا قاتل الحسين لقد ... بؤت بحمل ينوء بالحامل

ما الشك عندى فى كفر قاتله ... لكننى قد أشك فى الخاذل

وعاذلى أننى أحبّ بنى ... أحمد فالتّرب فى فم العاذل

قد دنت ما دينكم عليه فما ... وصلت من دينكم إلى طائل

دينكم جفوة النبىّ وما ال‍ ... جافى لآل النبىّ كالواصل


(١) هامل: المتروك ليلا ونهارا.

<<  <  ج: ص:  >  >>