للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بكسر الغين وهى لغة الحجازيين، وقرأها السلمى وأبو حيوة بالضمة، وهى لغة تميم، وقال: {(إِنَّ اللهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً ما)} وقرأ الجمهور يستحيى بياءين، وهى لغة أهل الحجاز وقرأ ابن كثير يستحيى بياء واحدة، وهى لغة تميم، وقال: {(وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَقَفَّيْنا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ)} وقرئت الرسل بتسكين السين وهى لغة الحجازيين، وقرئت بضمها وهى لغة التميميين، وقال: {(فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اِسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ)} وقرئت الهدى بتسكين الدال وتخفيف الهاء، وهى لغة أهل الحجاز وقرئت بكسر الدال وتشديد الياء، وهى لغة تميم، وقال:

{(وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ)} وقرئت الحصاد بكسر الحاء وهى لغة الحجازيين وبفتحها وهى لغة تميم وقيس، وقال تبارك وتعالى: {(وَقَطَّعْناهُمُ اِثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْباطاً أُمَماً)} وقرئت عشرة بتسكين الشين وهى لغة الحجازيين وقرئت بكسرها وهى إحدى لغات تميم فيها كما قدمنا.

وهناك لهجات كثيرة نسبت إلى بعض القبائل، فقد قالوا إن بنى مازن كانوا يبدلون من الباء ميما، فيقولون: باسمك بدلا من ما اسمك، ويقولون بكة بدلا من مكة والبوباة بدلا من الموماة وهى الفلاة، ويقال إن اطبأن بدلا من اطمأن لغة فى بنى أسد. ولا نعرف بالضبط أكان ذلك يشيع فى كل الكلمات الميمية أو أن ذلك كان خاصّا ببعض الكلمات. ويقال إن بعض بنى تميم كان ينطق أثاثى بدلا من أثفى جمع أثفية، ولعل كلمة تم بمعنى فم عند إخواننا الشاميين قد تطورت عن ثم. فقلبت الفاء فيها أولا ثاء ثم أصبحت مع الزمن تاء تخفيفا. ويقال إن بنى عبد القيس فى البحرين كانوا يقولون رنز بدلا من رز وأرز، كما كانوا يقولون إنجاص فى إجاص، ويقال إن بعض بنى تميم كانوا يقولون فى أفلت أفلط بالطاء، ويقال إن قريشا كانت تقول التابوت بينما كان الأنصار فى يثرب يقولون التابوه، ويروى عن بعض الطائيين أنهم كانوا يقلبون تاء الجمع المؤنث هاء فى الوقف فيقولون البناه والأخواه فى البنات والأخوات. ويقال إن بعض ربيعة كانوا يقولون دكر فى ذكر. على نحو ما نعرف فى عاميتنا، ويقال أيضا إن بعض التميميين كانوا يبدلون السين صادا فى مثل سوق وساق، وفى عاميتنا راص بمعنى رأس. وتتبادل الضاد والظاء فى كثير من الكلمات، ففى لغة تميم فاضت نفسه، وفى لغة الحجازيين

<<  <  ج: ص:  >  >>