أقلى اللوم عاذل والعتابا ... وقولى إن أصبت لقد أصاب
وروى اللغويون كثيرا من اختلاف الفريقين فى همس الحركات والجهر بها ومدّها، فبينما يمد الحجازيون الألف فى مثل كلاب يقصرها التميميون فيقولون كلب، وبينما يقول الأولون ناداه يقول الثانون: نده، وبذلك ننطق فى عاميتنا المصرية، ويقول الحجازيون خمس عشرة بتسكين الشين وتميم تفتحها، ومنهم من يكسرها ومن يثقلها، ويقول الحجازيون يبطش بكسر الطاء ويقول التميميون يبطش بضمها، ويقول الحجازيون مرية بكسر الميم ويقول التميميون مرية بضمها، ويقول الحجازيون الحج بكسر الخاء ويقول التميميون الحج بفتحها، ويقول الحجازيون تخذت ووخذت ويقول التميميون اتخذت، ويقول الحجازيون قلنسية بالياء ويقول التميميون قلنسوة بالواو، ويقول الحجازيون ينقد الدراهم ويقول التميميون ينتقد، ويقول الحجازيون القير ويقول التميميون القار، ويقول الحجازيون الكراهة، ويقول التميميون الكراهية، ويقول الحجازيون ليلة ضحيانة (مصحية) ويقول التميميون إضجيانة، ويقول الحجازيون منذ ويسقط التميميون النون فيقولون مذ، ويقول الحجازيون برأت من المرض بفتح الراء فى الفعل ويقول التميميون برئت بكسرها، ويقول الحجازيون أنا منك براء، ويقول التميميون برئ، ويقول الحجازيون قلوت القمح وأقلوه قلوا ويقول التميميون قليته وأقليه قلى، ويقول الحجازيون لى بك إسوة وقدوة بكسر أولهما ويضمه التميميون فيقولون أسوة وقدوة بالضم، ويقول الحجازيون: الشفع والوتر بفتح الواو فى الوتر، ويكسرها التميميون فيقولون الوتر، ويقول الحجازيون وكدت والتميميون أكدت.
ولعل خير مرجع يصور الاختلافات بين الفريقين هو قراءات القرآن الكريم، فمثلا فى قوله تعالى: {(فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ)} قرأ الجمهور نظرة بكسر الظاء وهى لغة قريش، وقرأ مجاهد والضحاك نظرة بسكون الظاء وهى لغة تميم، وقال جلّ ذكره:
{(وَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ أَكْبَرُ)} وقرئت رضوان بكسر الراء وهى لغة الحجازيين وقرئت بضمها وهى لغة تميم وبكر، وقال تبارك وتعالى: {(وَإِذا قامُوا إِلَى الصَّلاةِ قامُوا كُسالى)} وقرأ الجمهور كسالى بضم الكاف وهى لغة الحجازيين، وقرأها الأعرج بالكسر وهى لغة تميم وأسد، وقال: {(وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً)} وقرأ الجمهور غلظة