للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان ابن مناذر كثير المديح ليحيى، وله فيه قصيدة كانت فاكهة أهل الأدب لجودة ألفاظها ومعانيها، وفيها يقول مشيدا به وبابنيه الفضل وجعفر (١):

أتانا بنو الأملاك من آل برمك ... فياطيب أخبار ويا حسن منظر

لهم رحلة فى كل عام إلى العدا ... وأخرى إلى البيت العتيق المستّر

إذا نزلوا بطحاء مكة أشرقت ... بيحيى وبالفضل بن يحيى وجعفر

فما خلقت إلا لجود أكفّهم ... وأقدامهم إلا لأعواد منبر

إذا رام يحيى الأمر ذلّت صعابه ... وناهيك من داع له ومدبّر

وممن لهج بمديح يحيى وابنيه أبو قابوس الحيرى النصرانى، وفى يحيى يقول مصورا برّه وجوده ووفاءه بوعوده وعهوده (٢):

رأيت يحيى أتمّ الله نعمته ... عليه يأتى الذى لم يأته أحد

ينسى الذى كان من معروفه أبدا ... إلى الرجال ولا ينسى الذى يعد

وكان الأصمعى يألف جعفر بن يحيى ويخصّ به، وله فيه مدائح كثيرة وتقريظ وتفضيل، ومن طريف ما له فيه (٣):

إذا قيل: من للنّدى والعلا ... من الناس قيل الفتى جعفر

وما إن مدحت فتى قبله ... ولكن بنو برمك جوهر

وفيه تقول عنان جارية الناطفى (٤):

بديهته وفكرته سواء ... إذا التبست على الناس الأمور

وكان أخوه الفضل أكثر منه جودا وأندى راحة، فتكاثر الشعراء على بابه، وتكاثرت مدائحهم فيه، وصوّر ذلك بعض الشعراء فقال (٥):

ما لقينا من جود فضل بن يحيى ... ترك الناس كلّهم شعراء


(١) ابن المعتز ص ١٢٥.
(٢) الجهشيارى ص ١٧٩.
(٣) الجهشيارى ص ٢٠٦.
(٤) الجهشيارى ص ٢٠٤.
(٥) الجهشيارى ص ١٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>