للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

به كثيرون وفى مقدمتهم أبو نواس وأبو العتاهية، وفيه يقول (١):

إذا ما كنت متخذا خليلا ... فمثل الفضل فاتّخذ الخليلا

يرى الشكر القليل له عظيما ... ويعطى من مواهبه الجزيلا

أرانى حيثما يمّمت طرفى ... وجدت على مكارمه دليلا

ولإسحق الموصلى أشعار فيه لحّنها وغنّى فيها، وممن يسلك فى مدّاحه أبو نخيلة، وسلم الخاسر، وأشجع السّلمى، ومنصور النّمرى، وفيه يقول (٢):

هو الأوحد فى الفضل ... فما يعرف ثانيه

ونلتقى بعده بالفضل والحسن ابنى سهل وزيرى المأمون، وكانا جوادين ممدّحين، وقد نوّه مسلم بن الوليد بالفضل طويلا، وفيه يقول مشيرا إلى تدبيره الأمر للمأمون حتى أسقط الأمين (٣):

أقمت خلافة وأزلت أخرى ... جليل ما أقمت وما أزلتا

وقد عاش الحسن بعد الفضل طويلا، فكثرت أمداح الشعراء فيه، وفى مقدمتهم أبو تمام وأبو العميثل وأبو فرعون الساسى ومحمد بن عبد الملك الزيات ومحمد بن وهيب، وفيه يقول (٤):

به تجتدى النعمى وتستدرك المنى ... وتستكمل الحسنى وترعى الأواصر

ولما رأى الله الخلافة قد وهت ... دعاثمها والله بالأمر خابر

بنى بك أركانا عليها محيطة ... فأنت لها دون الحوادث ساتر

ولعل وزيرا بعده لم يمدح كما مدح محمد بن عبد الملك الزيات وزير المعتصم والواثق، وللحسن بن وهب كاتبه فيه أشعار كثيرة ولعل شاعرا لم ينوّه به كما نوّه أبو تمام.

وإذا تركنا الوزراء إلى الولاة وجدنا بينهم كثيرين من الأجواد الممدّحين


(١) أغانى ٤/ ٦٧.
(٢) أغانى ١٣/ ١٥٠.
(٣) ديوان مسلم ص ٣٠٧.
(٤) أغانى (ساسى) ١٧/ ١٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>