للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهل شيمت سيوف بنى نزار ... وهل وضعت عن الخيل اللّبود (١)

وهل تسقى البلاد عشار مزن ... بدرّتها وهل يخضرّ عود (٢)

أبعد يزيد تختزن البواكى ... دموعا أو تصان لها خدود

ومن عجب قصدن له المنايا ... على عمد وهنّ له جنود

لقد عزّى ربيعة أنّ يوما ... عليها مثل يومك لا يعود

ويقال إن الرشيد كان حين يسمع هذه المرثية فى قائده يبكى بدموع غزار حتى لو كان بين يديه كأس لملأه بدموعه.

ونرى التيمى بعد عصر الرشيد يصل حباله بالأمين ويلجّج معه فى نقضه لعهد أخيه المأمون، وله فى ذلك قصيدة يقال إن الأمين أعطاه عليها مائة ألف درهم.

ولما تطورت الحوادث وانتصر المأمون على أخيه أخذ ينقض ما صاغه فى الأمين بمثل قوله:

نصر المأمون عبد اللّ‍ ... هـ لما ظلموه

نقضوا العهد الذى كا ... نوا قديما أكّدوه

لم يعامله أخوه ... بالذى أوصى أبوه

وعفا عنه المأمون ووصله، واتصل بقواده ووزرائه من مثل طاهر بن الحسين والفضل بن سهل، وفيه يقول (٣):

لعمرك ما الأشراف فى كل بلدة ... وإن عظموا إلا لفضل صنائع

ترى عظماء الناس للفضل خشّعا ... إذا ما دنا والفضل لله خاشع

وهو يعدّ فى الخلعاء المجّان، غير أن أشعاره فى الخمر متوسطة، ويظهر أنه كفّ عنها بأخرة من حياته، وحسنت سيرته، وحسن إيمانه، يشهد لذلك مثل قوله:


(١) شيمت السيوف: أغمدت.
(٢) المزن: للسحب. والعشار: جمع عشراء وأصلها الناقة على وشك أن تلد، يريد المزن المحملة بالأمطار، الدرة: أصلها كثرة اللبن ويريد المطر الغزير.
(٣) قارن الوزراء والكتاب للجهشيارى ص ٣٢٠ بالأغانى ١٨/ ١٩٩ حيث ذكر أبو الفرج أن البيتين فى مديح الفضل بن الربيع.

<<  <  ج: ص:  >  >>