أعثمة أطلقى العلق الرّهينا ... بعيشك وارحمى الصّبّ الحزينا (١)
تعلّق زائرا لك فاوحميه ... فقد أورثت زائرك الجنونا
ولما أن رآك الناس قالوا ... تعالى الله ربّ العالمينا
فقد أعطاك ربّك فاشكريه ... جمالا فوق وصف الواصفينا
إذا أقبلت رعت الناس حسنا ... وإن أدبرت قيّدت العيونا
وله فيها أشعار كثيرة، ويظهر أنها أول جارية شغف بها، وقد شغف من بعدها بجارية من جوارى الكرخ ببغداد تسمّى «رخاص» كما شغف بأخرى تسمّى داحا، وفيها يقول:
صاح إنى غير صاحى ... أبدا من حبّ داح
أنا والله قتيل ... لك من غير جراح
لا بسيف قتلتنى ... لا، ولا سمر الرّماح
أنت للناس قتول ... بالهوى لا بالسّلاح
وبشكل وبدلّ ... وبحسن ومزاح
وبعينين صيودي ... ن وثغر كالأقاحى
ليتنى كنت حماما ... لك مقصوص الجناح
وله فى جارية تسمى «سعاد» أشعار كثيرة أيضا يصور فيها حبه وهيامه وما كانت تراسله به من رسائل، وفى إحدى قصائده فيها يقول:
الحبّ داء عياء لا دواء له ... إلا نسيم حبيب طيّب النّسم
أو قبلة من فم نيلت مخالسة ... وما حرام فم ألصقته بفم
ويظهر أن غزله كان يذيع فى عصره وينتشر على كل لسان، حتى ليقال إن جوارى المهدى هن اللائى دفعنه ليحضره من الرقة حتى يستمعن منه إلى شعره.
ويتصل بهذا الانتشار ما يروى من أن صانعى البسط كانوا يكتبون أشعاره
(١) يريد بالعلق المعلق بالحب.