للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إسماعيل (١) بن صبيح وكان يكتب فى أول حياته لأبى عبيد الله معاوية بن عبيد الله ابن يسار وزير المهدى ورئيس دواوينه، ولما ألحق المهدى يحيى البرمكى بابنه الرشيد اتخذه كاتبه، حتى إذا ولى الهادى توسط له عند وزيره إبراهيم الحرانى فقلده ديوان زمام الشام وما يليها، ولما صارت الأمور بيد يحيى فى عصر الرشيد قلده ديوان الخراج، ولم يلبث أن قلده ديوان الرسائل، وظلّ على هذا الديوان مدة فى عصر الأمين. ومما يؤثر له رسالة عن الرشيد إلى جميع العمال بما عقد بين ولديه الأمين والمأمون من العهد بعده وتعليق هذا العهد فى بيت الله الحرام، وفيها يقول (٢):

«قد كان من نعمة الله عز وجل عند أمير المؤمنين وعندك وعند عوامّ المسلمين ما تولى الله من محمد وعبد الله ابنى أمير المؤمنين من تبليغه بهما أحسن ما أمّلت الأمة ومدّت إليه أعناقها. وقذف الله لهما فى قلوب العامة من المحبة والمودة والسكون إليهما والثقة بهما لعماد دينهم، وقوام أمورهم، وجمع ألفتهم، وصلاح دهمائهم، ودفع المحذور والمكروه من الشتات والفرقة عنهم، حتى ألقوا إليهما أزمّتهم وأعطوهما بيعتهم وصفقات أيمانهم بالعهود والمواثيق ووكيد الأيمان المغلّظة عليهم، أراد الله فلم يكن له مردّ، وأمضاه فلم يقدر أحد من العباد على نقضه ولا إزالته، ولا على صرف له عن محبته ومشيئته، وما سبق فى علمه منه. وأمير المؤمنين يرجو تمام النعمة عليه وعليهما فى ذلك وعلى الأمة كافة، لا عاقب لأمر الله ولا رادّ لقضائه ولا معقب لحكمه».

ومن الكتّاب البلغاء الذين اتصل عملهم فى الدواوين من عهد المنصور حتى هذا العهد يوسف بن صبيح، وقد عرضنا له آنفا، وفى الجهشيارى أن يحيى البرمكى أمره بالكتابة إلى الآفاق بتولية الرشيد (٣)، وفى الأوراق للصولى رسالة له عن الفضل بن يحيى فى حاجة لشخص إلى أحد العمال، وهى تجرى على هذه الشاكلة (٤).


(١) انظر فى إسماعيل الجهشيارى، ص ١٥٠، ١٦٨، ٢٥٧، ٢٧٧، ٣٠١ وفى مواضع متفرقة.
(٢) الطبرى ٦/ ٤٨١ وما بعدها.
(٣) الجهشيارى ص ٥/ ١٠.
(٤) الأوراق للصولى (قسم الشعراء) ص ١٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>