عند بطليموس مكربا (Macoraba) وكانت قبل الإسلام تمسك بزمام القوافل المصعدة إلى البحر الأبيض والمنحدرة إلى المحيط الهندى، وكان بها الكعبة بيت أصنامهم حينئذ فكان العرب يحجون إليها ويتّجرون فى أسواقها ويبتاعون ما يحتاجون إليه. وعلى بعد خمسة وسبعين ميلا إلى الجنوب الشرقى من مكة تقع الطائف، وقد أقيمت على ظهر جبل غزوان، وتحف بها أودية وآبار كثيرة أتاحت للمملكة النباتية أن تزدهر هناك من قديم، وقد عثر فيها على نقوش ثمودية.
وينبسط الحجاز شرقا فى هضبة نجد الفسيحة التى تنحدر من الغرب إلى الشرق حتى تتصل بأرض العروض وهى بلاد اليمامة والبحرين. ويسمى العرب جزءها المرتفع مما يلى الحجاز باسم العالية، أما جزؤها المنخفض مما يلى العراق فيسمونه السافلة، بينما يسمون شرقيها إلى اليمامة باسم الوشوم وشماليّها إلى جبلى طيئ:
أجأ وسلمى باسم القصيم، وهو عندهم الرمل الذى ينبت الغضا وهو ضرب من الأثل، وإليه ينسب أهل نجد فيسمون أهل الغضا. وشمالى نجد صحراء النفود وهى تشغل مساحة واسعة، إذ تبتدئ من واحة تيماء وتمتد شرقا نحو ٣٠٠ ميل وتزخر بكثبان من الرمال الحمراء، تتخللها مراع فسيحة. وإذا اقتربت من العراق مدت ذراعا لها نحو الجنوب، فتفصل بين نجد والبحرين متسمية باسم الدهناء أو رملة عالج وهى منازل قبيلتى تميم وضبّة فى الجاهلية والإسلام، حتى إذا أحاطت باليمامة انبطحت فى الرّبع الخالى وهو صحراء واسعة قاحلة يظن أنها تبلغ نحو خمسين ألف ميل مربع، وهى تفصل بين اليمامة ونجد من جهة وبين عمان ومهرة والشّحر وحضرموت من جهة ثانية، وتندمج فيها صحراء الأحقاف التى تمتد إلى الغرب فاصلة اليمن من نجد والحجاز. وهذه الصحارى التى تطوق نجدا فى الشمال والشرق والجنوب قفار متسعة، وخيرها القسم الشمالى إذ تكسوه الأمطار فى الشتاء حلة قشيبة من النباتات والمراعى. ووراء هذا القسم فى الشمال بادية الشام وهى كثيرة الأودية والواحات وبادية العراق أو بادية السماوة، وواضح أنهما لا تعدان من نجد.
وتشمل العروض اليمامة والبحرين وما والاهما. وعدّ ياقوت فى معجم البلدان اليمامة من نجد، وكانت عند ظهور الإسلام عامرة بالقرى، مثل حجر وكانت حاضرتها، ومثل سدوس ومنفوحة وبها قبر الأعشى، ويقال إنها كانت موطن