للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عشرة آلاف مع ما أخذوا من الأسلاب والغنائم الوافرة (١)، وغزت جيوشه الروم وكبدتهم خسائر فادحة، او غزاهم قائده راغب فى البحر لسنة ٢٨٥، واستولى منهم على مراكب كثيرة، غير ما أغرقه، وضرب أعناق ثلاثة آلاف منهم وفتح كثيرا من حصونهم (٢). ويغادر أبو عبد الله الشيعى فى عهده الشام إلى المغرب وينزل بقبيلة كتامة ويدعوهم إلى عبيد الله المهدى جد الخلفاء الفاطميين الذى كان قد فرّ من الحسين بن زكرويه، على نحو ما أسلفنا فى حديثنا عن القرامطة والإسماعيلية (٣). ويحدث لعهد المعتضد حادث مفجع إذ يوغر دميانة أحد قواده فى الثغور صدره على أهل طرسوس لشئ كان فى نفسه منهم، ويشير عليه أن يحرق سفنهم التى كانوا يغزون فيها الروم. والعجب العجاب أن يصيخ له المعتضد المعروف بكياسته، غير أن هذا الشيطان عرف كيف يؤثر فيه، فأمر بإحراق جميع سفنهم البحرية وإحراق جميع آلاتها الحربية، يقول الطبرى: «وكانت خمسين مركبا قد أنفقت عليها أموال جليلة فأضرّ ذلك بالمسلمين وكسر فى أعضادهم وقوى به الروم وأمنوا أن يغزوا فى البحر أو تدمّر سفنهم وأساطيلهم فيه» (٤).

ويتولى الخلافة المكتفى سنة ٢٨٩، وكان يتوخى العدل والإنصاف فى محكمه، فردّ المظالم إلى أهلها ومالت إليه قلوب الرعية. وفى عهده تمّ القضاء على زكرويه القرمطى ومن بقى من أبنائه وفتح جيشه المقيم بطرسوس أنطالية على ساحل البحر المتوسط عنوة، وقتل من أهلها خمسة آلاف، وأسر مثلهم، واستولى على ستين مركبا للروم حمّلها ما غنم من الرقيق والمتاع والذهب والفضة (٥). ويذكر آدم ميتز أنه فى السنة نفسها، وهى سنة ٢٩٣، استولى المسلمون على مدينة سالونيقى ثانية مدن الدولة البيزنطية وأسروا من أهلها اثنين وعشرين ألفا (٦). وفى السنة التالية غزت جنود المكتفى سلندو وآلس وفتح الله عليهم وقتلوا من أهلهما مقتلة كبيرة (٧). وفى السنة نفسها ظهر السفيانى بالشام، ودعا إلى نفسه، وتبعه نفر، فحملوا جميعا مقيّدين إلى باب المكتفى (٨).


(١) طبرى ١٠/ ٣٤.
(٢) طبرى ١٠/ ٦٨.
(٣) انظر النجوم الزاهرة ٣/ ١٢٤.
(٤) طبرى ١٠/ ٨٠.
(٥) طبرى ١٠/ ١١٧.
(٦) الحضارة الإسلامية فى القرن الرابع الهجرى لآدم ميتز ترجمة الدكتور أبى ريدة (الطبعة الأولى) ١/ ٥.
(٧) طبرى ١٠/ ١٣٠.
(٨) طبرى ١٠/ ١٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>