المتوفى سنة ٢٩٥ فإن صوفيين كثيرين ينظمون الشعر معبرين به عن التياع قلوبهم فى الحب آملين فى الشهود مستعطعين متضرعين، مصورين كيف يستأثر حبهم لربهم بأفئدتهم استئثارا مطلقا، نذكر منهم سمنون أبا الحسين الخواص المتوفى سنة ٣٠٣ وأبا على الروذبارى المتوفى سنة ٣٢٢ والشبلى دلف بن جحدر المتوفّى سنة ٣٣٤ وجميعهم من تلامذة الجنيد.
وواضح مما تقدم أن العصر العباسى الثانى لم يكد ينتهى حتى تاصلت فى التصوف فكرة المعرفة الإلهية ومحبة الله، كما تأصلت فكرة أن الصوفية أولياء الله، وسنرى فى موضع آخر كيف أن الحلاج أحاط الرسول عليه السلام بهالة قدسية تشبه الهالة التى يحيط بها المسيحيون المسيح عليه السلام، وكان لكل ذلك أثر عميق فى حياة التصوف وتطوره على مر الأجيال.