للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مسيحيّا نسطوريّا من مدرسة جنديسابور، رحل إلى بلاد الروم وتعلم اليونانية وكان يجيد بجانبها السريانية والفارسية والعربية، وهو وابنه إسحق (١) وابن أخته حبيش (٢) أكثر المترجمين فى العصر إنتاجا، وكانوا يعملون معا، فنسبت بعض الترجمات لهذا تارة ولذاك تارة أخرى. وكان يعاونهم تلاميذ كثيرون، يدل على ذلك ما جاء فى ترجمة حنين من أن الخليفة المتوكل «جعل له كتّابا نحارير عالمين بالترجمة يترجمون بين يديه وهو يتصفح ما ترجموا، وفى مقدمتهم أصطفن بن بسيل (٣)»، ويبدو من اسمه أنه يونانى الأصل. وكان حنين يشغف بترجمة الكتب الطبية.

وقد ترجم لجالينوس منها عشرت إلى العربية والسريانية، غير ما أصلحه لتلاميذه من آثاره مما ترجموه إلى اللغتين. ويصور لنا فى مقدمة بعض الكتب التى ترجمها مدى دقته العلمية فى الترجمة إذ كان لا يزال يجمع للكتاب الذى يريد ترجمته كل ما يمكنه من نسخ، حتى إذا اجتمعت له قابل بينها وعارض عباراتها بعضها على بعض واستخلص للكتاب ترجمة دقيقة (٤). وكان ابنه إسحق يعنى بترجمة الكتب الحكمية والفلسفة، فلم يقف عنايته مثله على الكتب الطبية، ولذلك كثرت تزجماته لأرسطو وأقليدس وأرشميدس وبطليموس. أما حبيش فعنى مثل خاله بترجمة الكتب الطبية. واشتهر أصطفن بأنه كان أول من ترجم كتاب ديوسقريدس فى النبات وكتاب أوريباسيوس فى الأدوية المفردة (٥).

وبجانب هذه المدرسة الكبيرة للترجمة وأستاذها حنين كان هناك مترجمون يفوقون الحصر، من أشهرهم ثابت (٦) بن قرة المتوفى سنة ٢٨٨ ومن أهم ما ترجمه كتاب الأصول لأقليدس، ويقول ألدومييلى إن النص العربى يصلح النص الإغريقى فى


(١) راجع الفهرست ص ٤٢٩ والقفطى ص ٨٠ وابن أبى أصبيعة ص ٢٧٤ ودى بور ص ٣٧ وألدومييلى ص ١٤٢.
(٢) انظر الفهرست ص ٤٢٨ والقفطى ص ١٧٧ وابن أبى أصيبعة ص ٢٧٦ ودى بور ص ٣٧ وألدومييل ص ١٤٢.
(٣) ابن أبى أصيبعة ص ٢٦٢ والقفطى ص ١٧١.
(٤) انظر أصول نقد النصوص ونشر الكتب لبرجستراسر (طبع مطبعة دار الكتب المصرية) ص ٩٤.
(٥) القفطى ص ٧٤ وألدومييلى ص ١٤٢.
(٦) راجع الفهرست ص ٣٩٤ والقفطى ص ١١٥ وابن أبى أصيبعة ص ٢٩٥ ودى بور ص ٣٧ وألدومييلى ص ١٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>