للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهرس كتبه الذى ذكره البيرونى ومنه تبين أنه خلّف فى الطب ٥٦ كتابا وفى الطبيعيات ٣٣ وفى الفلسفة ١٧ وفى الرياضيات ١٠ وفى الميتافيزيقا ٦ وفى المنطق ٨ وفى علم الكلام ١٤ وفى الكيمياء ٢٣ وأكبر كتبه فى الطب كتابه الحاوى، وهو دائرة معارف طبية ضخمة، وقد ترجمت منه أجزاء إلى اللاتينية، واستخرج منه ماكس ما يرهوف ٣٣ ملاحظة إكلينيكية لها خطرها. ويلى هذا الكتاب الطبى فى الأهمية كتابه المنصورى الذى أهداه إلى الأمير السامانى بخراسان المنصور بن إسحق، وهو كتاب نفيس، ترجم إلى اللاتينية مرارا فى العصور الوسطى وعصر النهضة. وترجم له أيضا إلى اللاتينية مرارا كتابه فى الجدرى والحصبة، وهو بحث طبى رائع فى الوبائيات، وله ترجمات حديثة إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية. ولم يعن بالطب الجسمى وحده فقد عنى أيضا بالطب النفسى، إذ ألف كتابا فى الطب الروحانى نشرته جامعة القاهزة، وهو فيه يكبر من شأن العقل عارضا النقائص الخلقية التى تسبب الأمراض والعلل النفسية مبينا أن المصاب بها إذا حكّم معياره العقلى موازنا بين نفعه وضرره تخلص من تلك العلل والأمراض وفارقته إلى غير مآب. وكان ينصح الأطباء أن يوهموا مرضاهم أنهم أصحاء وإن لم يثقوا بذلك لأن مزاج الجسم فى رأيه تابع لأخلاق النفس. وكان يهتم بالكيمياء معلنا أن الفيلسوف لا يكون فيلسوفا حقّا إلا إذا تعلم صناعة الكيمياء ومهر فيها، وله فيها كتب مختلفة كما قدمنا. وكان يؤمن بخمسة مبادئ قديمة تأثر فيها بفلاسفة اليونان مثل إنباذوقليس وأنكساجوراس وهى: الله تعالى والنفس الكلية والهيولى الأولى والمكان المطلق والزمان المطلق، وكان يؤمن بقدم هذه المبادئ وأنه لا بد منها لوجود العالم.

وكان طبيعيّا وقد نقلت الفلسفة اليونانية إلى العربية أن تصبح للعرب بدورهم فلسفة ذات طوابع مستقلة، ومر بنا أن ما ترجم إليهم من تلك الفلسفة صبغ بالصبغة الأفلاطونية الجديدة عن طريق تأثر السريان بها، وكان ذلك سببا فى أن تشوب فلسفتهم تلك النزعة. ولعل أول فيلسوف عربى بالمعنى الدقيق لكلمة فيلسوف نلتقى به فى هذا العصر هو الكندى (١) يعقوب بن إسحق، وهو عربى أصيل من


(١) انظر فى الكندى الفهرست ص ٣٧١ والقفطى ص ٣٦٦ وابن أبى أصيبعة ص ٢٨٥ ودائرة المعارف الإسلامية وبحثا للشيخ مصطفى عبد الرازق فى مجلة كلية الآداب بجامعة القاهرة لعام =

<<  <  ج: ص:  >  >>