للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحمد (١) بن محمد بن سلامة الحجرى الطحاوى المتوفى سنة ٣٢١ وقد انتهت إليه بمصر رياسة أصحاب أبى حنيفة، وهو الذى نشر بها المذهب وعمل على إذاعته، وله معانى الآثار، وهو منشور فى جزأين بمدينة لكنو وكتاب مشكل الآثار وهو منشور بحيدرآباد، ولا تزال له كتب كثيرة غير منشورة أحصاها بروكلمان. وقد حمل المذهب المالكى عن مؤسسه مالك بن أنس كثيرون فى مصر والمغرب والأندلس ولمع من فقهاء المذهب فى هذا العصر عبد السلام (٢) بن سعيد بن حبيب التنوخى المشهور باسم سحنون القيروانى المتوفى سنة ٢٤٠ وهو الذى نشر المذهب فى المغرب ودفعه إلى أن يشيع فى جميع أرجائها، وله فيه مصنفه الذى ظل اسمه يدوّى هناك منذ ظهوره، وهو المدونة الكبرى التى لا تزال تتّخذ المرجع الأساسى بتلك الديار لتعليم الفقه المالكى وتدريسه، وقد نشرت بالقاهرة من قديم، ونشرت لها شروح مختلفة. وقد خلف الشافعى وعمل على نشر مذهبه وعنى بالتصنيف فيه كثيرون فى مقدمتهم تلاميذه المصريون: البويطى والربيع المرادى، وأهم منهما المزنى (٣) أبو إبراهيم إسماعيل بن يحيى المتوفى سنة ٢٦٤ ناصر المذهب وبدرسمائه كما يقول السبكى، وله مختصر من علم الإمام النفيس محمد بن إدريس ظل الشافعية يتدارسونه طويلا، وفيه يقول أبو العباس أحمد بن سريج المتوفى سنة ٣٠٦ أكبر أئمة المذهب لأواخر القرن الثالث الهجرى الذى انتشر منه فى أكثر الآفاق (٤):

لصيق فؤادى مند عشرين حجّة ... وصيقل ذهنى والمفرّج عن همّى

جموع لأصناف العلوم بأسرها ... فأخلق به أن لا يفارقه كمّى

وطبع هذا المختصر على هامش كتاب الأم للشافعى. وكان أحمد بن حنبل قد تتلمذ للشافعى، ثم استقل بمذهب فقهى خاص اعتمد فيه على الحديث النبوى، وبذلك عدّ مذهبه ممثلا لأهل السنة، ومن أهم أتباعه فى هذا العصر


(١) راجعه فى الجواهر المضية ١/ ١٠٢ وتذكرة الحفاظ للذهبى ٣/ ٢٩ والأنساب للسمعانى ١٥٧ وتاريخ دمشق لابن عساكر ٢/ ٥٤٢ والنجوم الزاهرة ٣/ ٢٣٩.
(٢) انظره فى الديباج المذهب لابن فرحون (طبع فاس) ١٧١ وابن خلكان ومرآة الجنان لليافعى ٢/ ١٥١.
(٣) انظره فى وفيات الأعيان وشذرات الذهب ٢/ ١٤٨ والأنساب للسمعانى ٥٢٧ ومرآة الجنان لليافعى ٢/ ١٧٧ والنجوم الزاهرة ٣/ ٣٩ وطبقات الشافعية للسبكى ٢/ ٩٣.
(٤) السبكى ٣/ ٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>