للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والألفاظ المنزلة على لسان الملائكة إلى الأنبياء عليهم السلام دلالات على الكلام الأزلى، والدلالة مخلوقة محدثة، والمدلول قديم أزلى (١)»، وبعبارة أخرى كان يرى أن القرآن وكلام الله القائم بذاته قديم، أما الكتاب الذى بين أيدينا والذى نزل به الوحى فى زمن من الأزمان فحادث. وأنزل العقل من مكانته القدسية عند المعتزلة وخاصة فى الإلهيات، إذ قال إن معرفة الله وشئونه الإلهية ليس سبيلها ولا أداتها العقل، بل الوحى والشرع ونصوص القرآن والسنة، فالعقل عنده لا يوجب شيئا ولا يقتضى تحسينا ولا تقبيحا، ولا يوجب على الله رعاية لمصالح العباد، والواجبات كلها واجبات بالسمع، وقد تحصّل معرفة بالعقل، ولكنها لا تجب إلا عن طريق السمع (٢).


(١) الشهرستانى ١/ ٩٦.
(٢) الشهرستانى ١/ ١٠١.

<<  <  ج: ص:  >  >>