المعتز وابن دريد. أما ابن الجهم فعنى بنظم مزدوجة فى التاريخ تقع فى أكثر من ثلثمائة بيت، جعلها فى جزءين: جزء تناول فيه بدء الخليقة وتاريخ الأنبياء، وجزء تناول فيه تاريخ الإسلام والخلفاء، وربما تأثر فى الجزء الأول بالقصيدة المنسوبة إلى أبان والتى قال الرواة عنها إنها كانت فى بدء الخلق، أما الجزء الثانى وهو الخاص بتاريخ الخلفاء، فيعد سابقا فيه فإن الشعراء من قبله لم يفكروا فى نظم هذا التاريخ، ونراه حريصّا فى مفتتح الجزء الأول على ذكر مصادره فيه إذ يقول، وقد بدأ بقصة خلق آدم:
يا سائلى عن ابتداء الخلق ... مسألة القاصد قصد الحقّ
ويستمر فى قصة حواء وآدم ووسوسة إبليس لهما وهبوطهما من الجنة إلى الأرض، وواضح أنه عنى بذكر مآخذه لهذه القصة وما يليها من قصص الأنبياء عن رجال الآثار والأخبار، الذين درسوا التوراة والإنجيل وأحكموا دراسة التنزيل أو القرآن الكريم، ويعرض لا بنى آدم قاين (قابيل) وهابيل، ويأخذ فى عرض تاريخ الرسل تباعا، بادئا بنوح وقصة الطوفان وخالفيه من الرسل وأقوامهم، وخاصة إبراهيم وما كان من كسره للأصنام ودعوته إلى التوحيد، ويذكر زوجتيه:
هاجر وسارة وسكنى هاجر فى البلد الأمين مع ابنها إسماعيل فى جوار القبيلة القديمة جرهم، ويتحدث عن إسحق ويعقوب وقصة يوسف وإخوته ويصور عصيان بنى إسرائيل لأنبيائهم، ويذكر أخبارهم مع بختنصّر، كما يذكر سليمان وأيوب ويونس والخضر وزكريا ويحيى وعيسى، وبذلك ينتهى الجزء الأول من الأرجوزة. ويأخذ فى التقديم للجزء الثانى فيتحدث عن أحوال الأمم بين أهل السبت؟ ؟ ؟