للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كثرت وعظمت، غير أن البحترى تمادى فى إلحاحه عليه، وأنشده قصيدته التى يقول فيها (١):

وما زالت العيس المراسيل تنبرى ... فيقضى لدى آل المدبّر حاجها (٢)

ولم لا أغالى بالضّياع وقد دنا ... علىّ مداها واستقام اعوجاجها

إذا كان لى ترييعها واغتلالها ... وكان عليك عشرها وخراجها (٣)

فأمر له بالمال الذى يشترى تلك الضيعة به (٤). وكلما تقدمنا مع البحترى فى الزمن بعد المتوكل زادت ضياعه، وقد وصلته من المعتز ضياع وأموال كثيرة، وهو مع ذلك لا يزال يلحّ عليه بالطلب حتى ليستهديه خاتم ياقوت ويهديه إليه (٥). وكان المعتز قد أهدى إلى ابنه عبد الله إقطاعا جاوره البحترى فى بعضه، وكأنه لم يكتف بما صار فى يده، فقد مضى يسأل عبد الله أن يهب له من إقطاعه الضيعة التى تجاوره، وتشفّع إليه بأبيه وصنع فى ذلك أشعارا، منها قوله للمعتز:

يا واحد الخلفاء غير مدافع ... كرما وأحسنهم ندى وصنيعا

فاتجه إلى ابنه عبد الله قائلا له: اقض حاجة البحترى، فوهبها له (٦).

وتظل عنده شهوة تملك الضياع والإقطاعات؛ إذ نراه يطلب من صاعد بن مخلد إقطاعا (٧) ومن ابنه أبى صالح ضيعة (٨) ومن سليمان بن عبد الله بن طاهر حين أصبح حاكما لبغداد إقطاعا (٩). ويكثر عنده أن يسأل ممدوحيه أفراسا (١٠) وسيوفا (١١)


(١) الديوان ١/ ٤٢٧.
(٢) العيس: الإبل. المراسيل: النوق السبلة السير.
(٣) التربيع: الإيماء. والعشر: عشر الثمار وهو الحراج المفروض.
(٤) أخبار البحترى للصولى ص ١١٩.
(٥) انظر التجف والهدايا للخالديين نشر سامى الدهان ص ٧٣، وزهر الآداب ٣/ ٩٧، وأخبار البحترى ص ١٠٨ وقد عدد فى القصيدة عطايا المعتز له من الدنانير والخلع وكيف أنه أمر بأن يزور بلده على خيل البريد الرسمى. انظر الديوان ٣/ ١٥٣٦.
(٦) أخبار البحترى ص ١٠٥ والديوان ٢/ ١٣٠٩.
(٧) الديوان ٣/ ١٥٢٤.
(٨) الديوان ٢/ ١٠٠٨.
(٩) الديوان ٣/ ٢٠٤١.
(١٠) انظر الديوان ١/ ٣٩٩، ٣/ ١٤٨٥، ١٧٤٤، ١٩٨٩، ٢٠٣٠.
(١١) الديوان ٣/ ١٧٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>