ذهب؟ ؟ ؟ وكسوة. وكانت هذه العطايا الغامرة تملأ نفوس بعض الشعراء من حوله وحول المتوكل حسدا أن تعلو جائزته جوائزهم، فكانوا يتبادلون معه بعض الأهاجى حتى شاعر نابه مثل على بن الجهم نراه يتهاجى معه. ولم يكن مروان يصمت بل كان يبادر أحيانا إلى الهجاء، ويروى أن ابن الجهم قال فى فاتحة قصيدة له فى المتوكل:
الله أكبر والنبىّ محمّد ... والحق أبلج والخليفة جعفر
ولم يكد يسمع مروان قوله، حتى أعمل فكره، وبادره يقول له ساخرا منه سخرية شديدة بل سخرية مرة شديدة المرارة:
أراد ابن جهم أن يقول قصيدة ... بمدح أمير المومنين فأذّنا
فقلت له لا تعجلن بإقامة ... فلست على طهر فقال: ولا أنا
وكان يقدّم لمدائحه بنسيب رقيق يحيّى فيه نجدا ويدعو لها ولأهلها بالسقيا ويتمنى زورة لهم أو إلمامة قصيرة. وله أبيات جيدة يتحدث فيها عن الشيب، والشباب وعهده وعهوده، وحبه الماضى، وفيها يقول:
شمس الشباب علىّ اليوم طالعة ... وسوف تغرب إن الدهر ذو غير
إذا الشباب مضت عنا بشاشته ... فما نبالى متى صرنا إلى الحفر
لنا من الشوق أكباد مصدّعة ... وأعين كحلت بالدّمع والسّهر
سقيا ورعيا لأظعان مولّية ... فيها خرائد كالغزلان والبقر
ودّعتهن وداعا زادنى كمدا ... ما كان إلا كورد الطائر الحذر
وله شعر فى المعتز رواه المسعودى فى المروج مما يدل على أنه عاش حتى عصره.
ولعل فيما قدمنا من أشعاره ما يدل على خصب شاعريته وأنه كان مثل جدّه يعنى بصقل أشعاره وانتخاب ألفاظه حتى تروق سامعيه بما فيها من جزالة وطلاوة.