للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على ذلك شريعة الإسلام فى القران الكريم، وكما مضت بذلك السنة النبوية الطاهرة. و؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ فيما كان يتورط فيه شعراء بغداد من التعلق بالجوارى والإماء، فقد كان يكلّف بزوجه وحدها، وكانت تحتلّ قلبه بجمالها، ويشغف بها شغفا شديدا وفيها يقول:

لعمر حمدونة إنى بها ... لمغرم القلب طويل السّقام

مجاوز للقدر فى حبها ... مباين فيها لأهل الملام

جشّمنى ذلك وجدى بها ... وفضلها بين النساء الوسام

زيّنها الله وما شانها ... وأعطيت منيتها من تمام

وكان جميل المحضر حلو الحديث رقيق الشمائل، فانعقدت الصداقة بينه وبين نفر من الأدباء، فى مقدمتهم سعيد بن حميد أحد كتّاب الديوان المجيدين وممّن كانوا يحسنون صنع الشعر بجانب إحسانهم لفن الكتابة، وكان محمد بن صالح يمنحه ودّا حقيقيّا وفيه يقول:

أصاحب من صاحبت ثمّت أنثنى ... إليك أبا عثمان عطشان صاديا

وكنا إذا جئناك لم نبغ مشربا ... سواك وروّينا العظام الصّواديا

وتصويره لمودته له وأن عطشه للقائه يبلغ منه عظامه تصوير جيد، وكان إبراهيم ابن المدبر زميل سعيد فى الدواوين يوليه فضلا كثيرا، وانعقدت بينهما صداقة وثيقة حتى كانا يمضيان كثيرا من الليالى والأيام معا لا يفترقان، وله رائية طويلة فى مديحه، وفيها يقول:

أخ واساك فى كلب الليالى ... وقد خذل الأقارب والنّصير

فإن تشكر فقد أولى جميلا ... وإن تكفر فإنك للكفور

وله مقطوعة يصور فيها جوارى يندبن ويلطمن عند قبر لبعض ولد المتوكل، وهو فيها يتحدث عن فتور عيونهن وجمالها، ويخال كأنما سينفخ هذا الجمال

<<  <  ج: ص:  >  >>