غزليات كثيرة تتداولها بعض كتب الأدب وهى تنمّ على شعور رقيق وخيال خصب من مثل قوله:
متى أرتجى يوما شفاء من الضّنا ... إذا كان جانيه علىّ طبيبى
وله فخر يتحدث فيه عن آبائه. ويصوّر سمو نفسه وارتفاعها عن النقائص، كما يصور كبر همته وأنها ملء قلبه بل أكبر من قلبه، يقول:
قلبى نظير الجبل الصعب ... وهمتى أكبر من قلبى
فاستخر الله وخذ مرهفا ... وافتك بأهل الشرق والغرب
ولا تمت إن حضرت ميتة ... حتى تميت السيف بالضرب
وهو ممن أكثروا من ذم الشيب وكراهته، وصوّر ذلك فى أشعار كثيرة كأن نراه يكره الشيب ويكره مفارقته لأنها تعنى فقده للحياة، وكأنه-على بغضه له-يود أن لا يفارقه، يقول:
بكى للشيب ثم بكى عليه ... فكان أعزّ فقدا من شباب
فقل للشيب لا تبرح حميدا ... إذا نادى شبابك بالذهاب
وبجانب ذمه للشيب يأسى كثيرا على الشباب وأيام لهوه ومتاعه بالنظر إلى الغانيات فقد ضل ذلك منه، أضله الشيب، وهل من غانية تنظر إلى شيخ فان، يقول:
لقد كنت تملك ألحاظهنّ ... فصرن يعرنك لحظا معارا
وأصبحن أعقبن بعد الوداد ... بعادا وبعد السكون النّفارا
وله وصف كثير فى سرى الليل وفى اعتساف الفلوات بالإبل والخيل نجد منه مقتطفات فى كتب الشعر، ومن طريف نعته لطول الليل وسكونه وجثومه على الكون دون أى حركة قوله:
كأن نجوم الليل سارت نهارها ... ووافت عشاء وهى أنضاء أسفار
فخّمن حتى تستريح ركابها ... فلا فلك جار ولا كوكب سار