وتنسب له قصيدة فى ذكرى الرسول عليه السلام نسلك؟ ؟ ؟ فى نسبتها إليه لأن قصائد هذه الذكرى إنما ذاعت وشاعت فى عصر متأخر. وله قصيدة طويلة فى رثاء الإماء الشافعى أو بعبارة أدق فى بيان مكانته العلمية الخطيرة، وفيها يقول:
لرأى ابن إدريس ابن عمّ محمّد ... ضياء-إذا ما أظلم الخطب-صادع
إذا المعضلات المشكلات تشابهت ... سما منه نور فى دجاهنّ ساطع
أبى الله إلا رفعه وعلوه ... وليس لما يعليه ذو العرش واضع
وهى قصيدة بديعة. وبحقّ يقول المسعودى إنه كان يذهب فى الشعر كل مذهب، فطورا يجزل وطورا يرقّ، وطورا يصبح بدويّا متعمقا فى الفلوات وفى وصف الإبل والخيل. وطورا يصبح حضريّا يصف الرياض والزهور، ومن قوله فى النرجس:
عيون ما يلمّ بها الرّقاد ... ولا يمحو محاسنها السّهاد
لها حدق من الذهب المصفّى ... صياغة من يدين له العباد
وأجفان من الدّرّ استفادت ... ضياء مثله لا يستفاد
ومن تمام هذا الإحساس الحضارى عنده أن نجده يتغزل أحيانا غزلا رقيقا، من مثل قوله واصفا مدى فتنة الناس بمحبوبته، حتى كأنهم جميعا شركاء له فى الحب وضناه:
أعاد من أجلك لا من ضنى ... وسائر العوّاد أشراكى
ولست أشكوك إلى عائد ... أخاف أن أشكو إلى شاكى
فالناس يزورونه من ضناه فى حب صاحبته لا من ضنا مرض ألمّ به، وهو لا يشكو لهم من عذابه فى حبها ولا من وصبه فيه، لأنه يراهم جميعا مثله، يعانون ما يعانيه من لوعات الحب وآلامه. وكان يتورط فى الخمر وإثمها، كما كان يتعلق بالغناء وآلاته، حتى ليقول بعض معاصريه ممن كانوا يزورونه فى شبخوخته إنه كان يستحى مما يرى من الشراب والعيدان المعلقة. ومن قوله يصف الخمر قبل المزج وبعده: