للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أسل الذى عطف الموا ... كب بالأعنّة نحو بابك

وأذلّ موقفى العزي‍ ... ز على وقوفى فى رحابك

وأراك نفسك مالكا ... ما لم يكن لك فى حسابك

ألاّ يطيل تجرّعى ... غصص المنيّة من حجابك

وله خبر طويل مع البحترى هجاه فيه وسخر منه سخرية مرة، إذ حدّث الرواة أنه كان من عادة البحترى إذا أنشد المتوكل شعره أن يتشادق ويتزاور فى مشيه مرة متقدما ومرة متأخرا ويهز رأسه مرة ومنكبيه مرة أخرى ويشير بكمه ويقف عند كل بيت ويقول: أحسنت والله، ثم يقبل على المتوكل ومن فى مجلسه فيقول:

مالكم لا تقولون أحسنت؟ هذا والله ما لا يحسن أحد أن يقول مثله. وكان المتوكل يضجر من ذلك. فأقبل على الصيمرى والبحترى ينشده مدحته فيه:

عن أىّ ثغر تبتسم ... وبأى طرف تحتكم

وقال له: أما تسمع ما يقول؟ فقال له الصيمرى: بلى. فمرنى فيه بما أحببت، فقال: اهجه على هذا الرّوىّ، فحضرته على البديهة قصيدة هجاء طويلة من نفس الوزن والقافية، وفيها يقول:

يا بحترىّ حذار وي‍ ... لك من قضاقضة ضغم (١)

فبأىّ عرض تعتصم ... وبهتكه جفّ القلم

ولقد أسلت بوالدي‍ ... ك من الهجا سيل العرم

يا بن الثقيلة والثّقي‍ ... ل على قلوب ذوى النّعم

ومضى يفحش فى القصيدة ويقذع فيها إقذاعا قبيحا. ولا ريب فى أن نظمه قصيدة طويلة بهذا النمط على البديهة يدل على شاعرية قوية. وظلّ خفيفا على قلوب الخلفاء. يسلكونه فى ندمائهم حتى عصر المعتمد. أو بعبارة أخرى حتى توفى فى عصر هذا الخليفة لسنة ٢٧٥. وله يهجو طبّاخه المسمى صالحا:


(١)? ? ? .

<<  <  ج: ص:  >  >>