وله بجانب أهاجيه مدائح لبعض الوزراء ورؤساء الدواوين، ومما احتفظت له المصادر به قطعة فى مديح الحسن بن مخلد وزير المعتمد حين كان يتولى ديوان الضياع للمتوكل، وهى تطرد على هذا النمط:
زارنى بدر على غصن ... قابلا وصلى يقبّلنى
خلته لما أتى حلما ... وهو روحى ردّ فى بدنى
إن لى عن مثله شغلا ... بمقال الشعر فى الحسن
وأبيه مخلد فبه ... قد لبسنا سابغ المنن
كاتب قلّ النّظير له ... فاضل فى العلم واللّسن
وشعره يسيل غذوبة، وكأنما كان يقول أكثره ارتجالا، فلا تكلف فيه ولا تعمّل، ومع ذلك لا نجد فيه هلهلة فى النسيج، إنما نجد المتانة التى تجعله سائغا فى الآذان والأسماع. وله بعض نظرات وتأملات جيدة من مثل قوله:
كم مريض قد عاش من بعد يأس ... بعد موت الطبيب والعوّاد
قد يصاد القطا فينجو سليما ... ويحلّ القضاء بالصيّاد
وهى فكرة دقيقة، فقد يعيش المريض الميئوس من شفائه المبكىّ عليه من محبيه وأودّائه، ويموت الطبيب الصحيح المعافى. وبالمثل قد يصاد طائر، ويخطف الموت صائده، بينما تردّ له حريته ويعود إلى رفرفته فى الهواء طليقا.