من كان فى الدنيا له شارة ... فنحن من نظّارة الدّنيا
نرمقها من كثب حسرة ... كأننا لفظ بلا معنى
وله قصيدة رواها ابن عبد ربه فى العقد الفريد نظمها معارضة للامية تأبط شرا المشهورة، وفيها يتحدث عن حبه وفتوته وعزمه ومضائه وبأسه وشجاعته من مثل قوله:
هو سيف غمده بردتاه ... ينتضيه الحزم حين يسلّ
لا يشك السمع حين يراه ... أنه بالبيد سمع أزلّ (١)
وألفاظه فى القصيدة وقوافيه تلتقى مع قوافى تأبط شرا وألفاظه، وكأنما قصد إلى ذلك قصدا يريد تضمين قصيدته نفس كلماته. وله فى الغزل قطع تصور حبه ولوعته فيه وظمأه إلى رؤية محبوبته وما قد يصلاه من عذاب الهجر ونيرانه، وله فى وصف طروق طيف الخيال فى المنام قطعة جيدة يقول فى تضاعيفها:
وصل الحلم بيننا بعد هجر ... فاجتمعنا ونحن مفترقان
وكأن الأرواح خافت رقيبا ... فطوت سرّها عن الأبدان
ولعل فى كل ما قدمنا ما يصور خصب شاعريته، ومن أكبر الدلالة على ذلك القطع الكثيرة التى أنشدها فى هجاء شاة سعيد وطيلسان ابن حرب، وكأنه كان يستمد من نبع لا ينضب رصيده.