للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذو مقلة تهتك أستار الحجب ... كأنها فى الرأس مسمار ذهب

يعلو الشمال كالأمير المنتصب ... أمكنه الجود فأعطى ووهب

ذو منسر مثل السّنان المختضب ... وذنب كالذيل ريّان القصب (١)

كأن فوق ساقه إذا انتصب ... من حلل الكتّان رانا ذا هدب (٢)

وتشبيه مقلة البازى الصفراء بمسمار الذهب تشبيه بديع، ويقول إنه يقف رافع الرأس كالأمير يفرّق عطاياه ويهب ما يصيد، ثم يصف منسره بأنه كسنان الرمح المخضب بالدماء من كثرة ما يصيد، ويقول إن ذنبه كالذيل الزاهى بريشه، وكأن فوق ساقه ثوبا أبيض من الكتان تسترسل أهدابه، وله فى باز آخر (٣):

فارس كفّ ماثل كالإسوار ... ذو جؤجؤ مثل الرخام المرمار (٤)

أو مصحف منمنم ذى أسطار ... ومقلة صفراء مثل الدينار

ترفع جفنا مثل حرف الزّنّار ... ومخلب كمثل عطف المسمار

وهو فارس كف لأنه يحمل على الكف عادة، ويقول إن صدره مثل الرخام الناعم أو مثل المصحف المزخرف بالسطور، أما مقلته فصفراء مثل الدينار، وأما جفنه فكحرف الزنّار الذى يضعه النصارى فى أوساطهم تمييزا لهم، وأما المخلب فكعطفة المسمار. وله يصف فهدة (٥):

ولا صيد إلا بوثّابة ... تطير على أربع كالعذب (٦)

فإن أطلقت من قلاداتها ... وطار الغبار وجدّ الطّلب

فزوبعة من بنات الرياح ... تريك على الأرض شيئا عجب

تضمّ الطّريد إلى نحرها ... كضمّ المحّبة من لا يحبّ

فأرجلها كالخيوط من خفتها، وحين تطلق من قلائدها ويجدّ طلبها لطرائدها


(١) المنسر لسباع الضير بمنزلة المنقار لغيرها.
(٢) رانا: ثوبا.
(٣) الديوان وديوان المعانى ٢/ ١٤٠.
(٤) الجؤجؤ: الصدر. المرمار: الناعم. الإسوار: الحاذق فى الرمى.
(٥) المصايد والمطارد ص ١٩٢ وأشعار أولاد الخلفاء ص ١٢١.
(٦) العذب: خيوط ترفع بها الموازين.

<<  <  ج: ص:  >  >>