يا طلعة النّعش ويا منزلا ... أقفر من بعد الأنيس الحلول
يا نعمة قد آذنت بالرّحيل ... ونكسة من بعد برء العليل
ويستمر طويلا فى وصف الثقيل بمثل هذه الصفات التى تجعله تمثالا لكل شر، وكأنما تجمعت له شرور الحياة فى أسوأ صورها، لكى يصمه بما يشاء منها، وتتوالى الشرور فى أبشع هيئاتها، ويضع بينها طلعة النعش ونكسة العليل. وكان يلم بالديارات، وقد روى الشابشتى له بعض أشعار فى الخمر كان يغنيها على طنبوره من مثل قوله فى دير أشمونى ولهوه فيه:
سقيا لأشمونى ولذّاتها ... والعيش فيما بين جنّاتها
سقيا لأيام مضت لى بها ... ما بين شطّيها وحاناتها
ويبدو أن إلمامه بالأديرة كان قليلا لقلة أشعاره فيها، وربما كان الذى أقعده عنها بؤسه الذى كثيرا ما كان يرافقه. وله فى الغزل بعض قطع وأبيات طريفة من مثل قوله:
فقلت لها: بخلت علىّ يقظى ... فجودى فى المنام لمستهام
فقالت لى: وصرت تنام أيضا ... وتطمع أن أزورك فى المنام
وقد توفى سنة ٣٢٣ عن سن عالية، ويقال إنه عاش نحو قرن، ولعل فيما أسلفنا من أشعاره ما يصوّر شاعريته الخصبة. وقد أسقطنا من أشعاره ما كان يستخدمه من الألفاظ والأساليب العامية، وهى أثر من آثار شعبيته واختلاطه بالعامة فى بغداد.