للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جلده ولحوق (١) بطنه (٢)». وكثيرا ما وصفوا كلاب الصيد وسموها أسماء كثيرة.

ولأبى زبيد الطائى قصيدة طريفة يصور فيها معركة بين كلب له وأسد، وقد حطمه الأسد حطما (٣). وكما ذكروا الأسد ووصفوه وصفوا الذئب كقول طفيل الغنوى وقد شبه فرسه بذئب (٤):

كسيد الغضا العادى أضلّ جراءه ... على شرف مستقبل الريح يلحب (٥)

وذكروا الهر والديك والخنزير فى وصفهم لنشاط الناقة فقال أوس بن حجر (٦) كأن هرّا جنيبا عند مغرضها ... والتفّ ديك برجليها وخنزير

وقد ذكروا كثيرا الضباع والرخم والعقبان والنسور والغربان وأكلها القتلى (٧) كما ذكروا الحبارى والضب واليربوع والجرذان والجراد والأرانب والضفادع والوعول أو المعز الجبلية، وتعرضوا كثيرا لوصف الحيات والأفاعى، ويشبه عنترة نفسه إزاء بعض أعدائه بأسود قد علق فيه نابه، ويقول فى بعض وصفه له (٨):

رقود ضحيّات كأن لسانه ... إذا سمع الأجراس مكحال أرمدا (٩)

وعلى نحو ما وصفوا الحيوان والزواحف وصفوا الطير، وكثيرا ما يستطردون من وصف فرسهم بالعقاب إلى وصفها (١٠). وكانوا يذكرون الغراب كثيرا ويتشاءمون به، وفيه يقول عنترة (١١):

ظعن الذين فراقهم أتوقّع ... وجرى ببينهم الغراب الأبقع (١٢)


(١) لحوق: ضمور.
(٢) الحيوان ١/ ٢٧٥.
(٣) الحيوان ٢/ ٢٧٤ والأغانى ١١/ ١٣٢.
(٤) الحيوان ٤/ ٤١٦.
(٥) السيد: الذئب، والغضا: نبت، وذئاب الغضا أخبث الذئاب، أضل جراءه: فقد أولاده فهو يسرع فى عدوه، يلحب: يمر مرا سريعا.
(٦) الحيوان ١/ ٢٧٧ وديوان أوس ص ٤٢ جنييا: يجنبها، مغرضها: موضع الحزام منها، وإنما ذكر الهر لأنه يجمع العض بالناب والخمش بالمخالب، يصفها بشدة تفزعها لفرط نشاطها.
(٧) المفضليات ص ٣٠٤ وانظر ص ٢٥٢ والأصمعيات ص ١١٩، ١٧٤، ٢٣٤ والحيوان ٧/ ٢١.
(٨) الحيوان ٤/ ٣٠٨.
(٩) رقود الضحى، ذاك من شأن الأفاعى تنام فى الضحى وتستيقظ فى الظلام، والأجراس الأصوات، مكحال الأرمد: ما يكتحل به، جعل لسانه كالمكحال فى دقته وسواده.
(١٠) الحيوان ٦/ ٣٣٩ وما بعدها.
(١١) الحيوان ٣/ ٤٤٢ ومختار الشعر الجاهلى ص ٣٩٢.
(١٢) الأبقع: الأسود.

<<  <  ج: ص:  >  >>